تلّقى سكان 107 دول ومناطق في العالم على الأقل أكثر من 200 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» حتى السبت، وتمّت %45 من عمليات التطعيم في دول مجموعة السبع الأغنى، التي تعهّدت، الجمعة، مشاركة الجرعات بشكل أكثر إنصافا مع الدول الأكثر فقراً. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن «تطعيم العالم بأسره هو وحده الذي سينهي جائحة كورونا». ويمثّل سكان مجموعة الدول الصناعية السبع %10 فقط من سكان العالم.
إلى ذلك، توصلت دراسة، شملت العاملين في المجال الصحي في أحد المستشفيات داخل الكيان الصهيوني إلى أن لقاح «فايزر» قادر على تقديم حماية تصل إلى %85 عقب تلقي الجرعة الأولى وحدها.
ومن المحتمل أن تثير النتائج الأخيرة الجدل بشأن التوصيات حول توقيت تلقي جرعتي اللقاح، التي تقاتل بعض الحكومات في سبيل الحصول عليها وسد النقص فيها.
وكانت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية (إف دي أي) أعلنت، في ديسمبر الماضي، عن تجارب أظهرت حصول بعض متلقي اللقاح على نوع من الحماية قبل تلقي الجرعة الثانية منه، إلا أن الحاجة إلى بيانات أكثر وأكثر تعمقاً بشأن الإمكانيات التي تتمتع بها جرعة واحدة من اللقاح لا تزال قائمة.
كبير خبراء الأمراض المعدية في أميركا أنتوني فاوتشي اعترف بأن جرعة واحدة قد تقدم حماية، لكنه أوضح أنه دون جرعة ثانية بعدها بفترة محددة، قد تضيع تلك الحماية.
ويعارض فاوتشي بعض العلماء الذين يحثون أكبر عدد ممكن من الأميركيين على الحصول على جرعة واحدة فقط، حتى إذا تسبب ذلك في نقص الإمداد، بما يؤخر الحصول على الجرعات الثانية.
وفي خبر سار حول لقاح «فايزر»، تم تقديم بيانات جديدة إلى «إف دي أي» تدل على استقرار لقاح «كوفيد-19» عند تخزينه ما بين 25 درجة تحت الصفر و15 تحت الصفر المئوي، موضحة أن البيانات قد تسمح بالتخزين في درجات الحرارة المعتادة بأجهزة التبريد والتجميد في الصيدليات.
وفي حالة إقرار البيانات الجديدة، فسيؤدي تخفيف الاشتراطات إلى خفض أعباء النقل والتخزين بشكل كبير، إذ يجب حالياً تخزين اللقاح عند 70 درجة مئوية تحت الصفر، ما يمثل تحدياً بشكل خاص في البلدان التي لا تملك البنية التحتية اللازمة.
وقد تسهّل البيانات المقدمة تداول لقاح فايزر في الصيدليات وتتيح لمراكز التطعيم مرونة أكبر.
«كوفيفاك»
في المقابل، أقرت روسيا لقاحاً ثالثاً للاستخدام المحلي، وفق ما أعلن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، الذي قال إن أول 120 ألف جرعة من اللقاح، الذي أُطلق عليه اسم «كوفيفاك» وينتجه مركز تشوماكوف في مدينة سان بطرسبرغ، ستُطرح للاستخدام المحلي في مارس.
من جهته، أكد وزير الصحة ميخائيل موراشكو أن التجارب السريرية على لقاح «كوفيفاك» أثبتت نجاعته وسلامة استخدامه ضد «كورونا». ومن المقرر أن تنطلق تجارب لقاح «كوفيفاك» على الأطفال وكبار السن في أبريل المقبل.
وستنتج روسيا 88 مليون جرعة لقاح في النصف الأول من هذا العام، منها 83 مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك – في».
وحول وجوب تطعيم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، تجيب دراستان جديدتان على هذا السؤال بـ«نعم، بالتأكيد»، مشيرتين إلى أن جرعة واحدة فقط من اللقاح بالنسبة لهؤلاء الأشخاص تكفي لتزويدهم بالأجسام المضادة وتدمير الفيروس، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
ويتوافق ذلك مع نتائج دراستين أخريين تم نشرهما خلال الأسابيع القليلة الماضية، وجميع هذه الدراسات تقول إنه يجب تطعيم الأشخاص الذين أصيبوا بـ«كوفيد – 19»، لكن جرعة واحدة من اللقاح قد تكون كافية.
مفاجأة تقلب المعايير
في سياق آخر، وضمن آخر ما توصل إليه فريق منظمة الصحة العالمية الذي زار الصين للتحقيق في ظهور «كورونا»، أظهرت أدلة جديدة توصل إليها خبراء أن الفيروس بدأ ينتشر في منطقة ووهان قبل تاريخ الحالات المؤكدة التي أعلنت عنها السلطات الصينية.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أعضاء في فريق الخبراء أن السلطات الصينية حددت 174 حالة مؤكدة في جميع أنحاء ووهان في ديسمبر لم تكن لها أي صلة معروفة بسوق ووهان، وهو عدد حالات يشير إلى أنه في تلك الفترة كانت هناك العديد من الحالات المعتدلة أو حتى من دون أعراض، أكثر بكثير مما كان يعتقد.
ولفتت ماريون كوبمانز تخصصية الفيروسات الهولندية في فريق منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الأدلة تشير إلى أن الفيروس قد يكون انتقل إلى البشر قبل النصف الثاني من نوفمبر 2019.
