يورانيوم بموقعين إيرانيين ودبلوماسية «النووي» تتعرض لنكسة
طهران ترفض العودة الكاملة للاتفاق وتربطها برفع العقوبات وتصدير النفط

خالد جان سيز
تتضافر المؤشرات على اعتماد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نهجاً دبلوماسياً في التعامل مع الملف الإيراني، على النقيض من النهج الذي اعتمدته الإدارة السابقة، وكان أحدث ما قدمته الولايات المتحدة لتحريك مياه التفاوض الراكدة سحب طلب فرض العقوبات الأممية على طهران، وتخفيف القيود على تنقّل الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك.
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن مؤتمر ميونخ للأمن استعداد بلاده لإعادة الانخراط في المفاوضات مع مجلس الأمن بشأن برنامج طهران النووي، لكنه شدد على ضرورة التصدي لتصرفات إيران في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستعمل مع القوى الكبرى في العالم للتعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار.
كذلك، قال مسؤول أوروبي إن الاتحاد يعمل على تنظيم اجتماع غير رسمي مع كل أطراف الاتفاق النووي، والولايات المتحدة.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون ملف إيران خلال اجتماعهم في بروكسل غداً.
لكن تلك الجهود جميعها ربما تتعرض لانتكاسة كبيرة، بعد اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة الذرية آثار يورانيوم في موقعين بإيران، فقد قال دبلوماسيون إن الوكالة عثرت على آثار يورانيوم في موقعين فتشتهما خلال أغسطس وسبتمبر من العام الماضي، بعدما منعت إيران التفتيش لسبعة أشهر.
وقال أربعة دبلوماسيين مطلعين على عمل الوكالة لـ«رويترز» إن المادة المكتشفة في تلك العينات هي اليورانيوم، فيما ذكر اثنان من المصادر أن اليورانيوم المكتشف غير مخصَّب.
وذكرت الوكالة أنها تشتبه في أن أحد الموقعين استخدم لتحويل اليورانيوم، وهي خطوة تسبق التخصيب، بينما استخدم الآخر لإجراء تجارب تفجير.
توبيخ طهران
وأردف الدبلوماسيون أن الوكالة تعتزم توبيخ طهران على إخفاقها في شرح السبب، وذلك في تقريرها ربع السنوي عن الأنشطة النووية الإيرانية، الذي سيصدر خلال أيام، أو في تقرير إضافي يتم إصداره في التاريخ نفسه.
وقالوا إنه بعد أن واجهت الوكالة إيران بالنتائج، قدمت الأخيرة إجابات غير مرضية. وأوضح اثنان منهم أن إيران أبلغت الوكالة بأن الآثار ناتجة عن تلوث بمعدات مشعة، انتقلت من موقع آخر إلى هناك، إلا أن نتائج فحص الوكالة للجسيمات الموجودة في المواقع المذكورة لم تتطابق.
وكشف دبلوماسي – اطلع بالفعل على جانب من التقارير المتبادلة – أن إيران قدمت «إجابات غير معقولة»، واصفاً ردها بأنه «تكتيكات تأخير تقليدية».
لا نية حسنة
ورغم الاعتقاد بأن الموقعين المكتشف بهما آثار اليورانيوم غير نشطين منذ نحو عقدين، إلا أن معارضي الاتفاق النووي يقولون إن الدليل عن أنشطة نووية غير معلنة يثبت أن إيران لا تتصرف بنية حسنة.
وأحجم سفير إيران في الوكالة كاظم غريب عبادي عن التعليق، وكذلك الوكالة ذاتها.
وقال مسؤول إيراني كبير: «ليس لدينا ما نخفيه، ولذلك سمحنا للمفتشين بزيارة الموقعين».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه عثر على مادة مشعة في العينات التي أخذها المفتشون في الموقعين، لكن الصحيفة لم تحدد آنذاك ماهية المادة المشعة.
وصول غروسي
وأمس، وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران، عشية انتهاء مهلة حددتها لتقليص عمل المفتشين.
وقبل وصوله إلى إيران، أفاد غروسي بأنه سيسعى إلى إيجاد حل يتفق عليه الطرفان، يتيح للوكالة مواصلة أنشطة التحقق الأساسية التي تجريها في إيران، في حين قال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن المحادثات ستركز على «القضايا الفنية والإجراءات المتعلقة بوقف عمليات الرقابة وفق البروتوكول الإضافي الطوعي» وبحث «سبل مواصلة التعاون بين الجانبين».
وأمهلت إيران بايدن حتى 23 الجاري لرفع العقوبات التي فرضها ترامب، وإلا ستوقف التفتيش المفاجئ الذي تجريه الوكالة، وفقاً للاتفاق النووي.
وأفاد ممثل إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي بأنه لا معنى لأي عودة للاتفاق دون التحقق من جدية رفع واشنطن للعقوبات، بينما ذكر الناطق باسم الحكومة علي ربيعي أن إيران على يقين من رفع العقوبات قريباً على الرغم من استمرار «الخلاف الدبلوماسي» بشأن إحياء الاتفاق.
الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي قال إنه «سيتم تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي الثلاثاء المقبل، ورقابة الوكالة على أنشطة إيران النووية ستتواصل وفق اتفاقية الضمانات»، مشيراً إلى أن «تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي يتوقف فقط في حال استئناف تصدير النفط الإيراني بشكل طبيعي، وعودة العلاقات المصرفية بين إيران والعالم».
منظومة رادارية ومقر قيادة متحرك
أزاح الجيش الإيراني الستار عن منظومات دفاعية جديدة تم تطويرها في البلاد. وأشار قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش علي رضا صباحي فرد إلى منظومة «بهمن» الرادارية الجديدة، واصفاً إياهاً بـ«فريدة ومنقطعة النظير».
وأكد المسؤول أن القوات الإيرانية تستطيع استخدام هذه المنظومة عملياً اعتباراً من اليوم، مضيفاً أنها تتميز خصوصاً بقدرتها على العمل أثناء الخمول، ورصد الأجسام الطائرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية، كالطائرات المسيرة، بما في ذلك الأجسام الطائرة الصغيرة للغاية.
كما تم كشف الستار عن مقر عمليات ذاتي الحركة والتنقل جديد، قيل إنه قابل للاستخدام في جميع المواجهات العسكرية، وكذلك أثناء وقوع الكوارث الطبيعية، كالفيضانات والزلازل، حيث يستطيع أداء مهامه بشكل مستقل. (فارس)