تقارير

بايدن: لاستعادة ثقة الحلفاء بعد سنوات عجاف

يتبنى سياسة خارجية مناقضة بشدة لنهج سلفه

ولاء عايش

فيما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بمكافحة تغير المناخ، غرقت تكساس في الظلام عقب عاصفة شتوية قاسية أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 21 شخصاً. مأساة حذرت منها الولاية منذ 10 سنوات، إلا أن السلطات لم تفعل شيئاً ولم تعمل على إصلاح البنى التحتية وتنظيم شبكة الكهرباء والطاقة.

مجلة «تايم» وصفت الأمر بالإخفاق، وأكدت أنه تحد مباشر لبايدن يتطلب منه بدء العمل، لا سيما أنه وعد بتغييرات طموحة بشأن تقلبات المناخ أبرزها الوصول إلى إنتاج الكهرباء بلا انبعاثات كربونية بحلول سنة 2035، وتحقيق صفر انبعاثات من جميع القطاعات بحلول سنة 2050.

مديرة مركز راند لمواجهة المناخ ميليسا فينوكين، بدورها قالت:«المستقبل لن يكون مثل الماضي، إذا تمكنا من التخطيط بشكل أفضل قليلاً، فيمكننا توقع بعض المشاكل».

عودة أميركا

وفي سياق عودة واشنطن رسمياً إلى اتفاق باريس المبرم عام 2015 والرامي إلى مواجهة الاحترار المناخي، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده قد عادت وبدأت العمل في هذا الصدد إلى جانب محاربة وباء كورونا والتفرغ لطموحات إيران النووية.

وشدد بلينكن على أهمية التطعيم ضد كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. وفيما يخص إيران، أكد أن واشنطن تدرس ما إذا كانت ستنضم للاتفاق النووي مجدداً أم لا، وأشار إلى أن إدارة بايدن عادت إلى سياسة الدبلوماسية الجماعية مع الشركاء التقليديين في دول الاتحاد الأوروبي بعد سنوات عجاف من العمل الأميركي الأحادي في ولاية ترامب، وسيتم التعاون لمواجهة نفوذ طهران وبرنامج صواريخها الباليستية.

وحول اتهام واشنطن بتقديمها تنازلات لإيران، أكد بلينكن أنّ النهج السابق قد فشل، قائلاً:«كان لدينا سياسة تسمى الضغط الأقصى إلا أنها لم تسفر عن نتائج، في الواقع، المشكلة قد تفاقمت، وطهران الآن أقرب لإنتاج ما يكفي من مواد لصنع سلاح نووي».

بايدن بدوره أكد في لقاء افتراضي جمع دولا عدة، أنه لا بد من مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار وضرورة إعادة المفاوضات مع مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن. أما بالنسة لروسيا، فأكد الرئيس أن الكرملين يستخدم الفساد كسلاح لمحاولة تقويض نظام الحكم الديموقراطي والرئيس فلاديمير بوتين يسعى إلى إضعاف المشروع الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وفيما يخص العلاقات عبر الأطلسي، تعهد بايدن بتقديم دعم أميركي لا يتزعزع للتحالف ووصفه بالكفاح من أجل حماية الديموقراطية.

وقال: «أعرف أن السنوات القليلة الماضية أدت إلى توتر واختبرت علاقتنا عبر الأطلسي، لكن الولايات المتحدة عازمة على إعادة التواصل واستعادة مكانتنا في القيادة الموثوق بها».

ترحيب أوروبي

في المقابل، رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بقرار بايدن وأكد أنه أعاد الولايات المتحدة إلى قيادة العالم الحر بخطوة رائعة ساعدت الغرب على الاتحاد. أما مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، فقالت إن بلادها مستعدة لفصل جديد في العلاقات بين أوروبا وأميركا. وأضافت «وفقا لمبادئنا وقيمنا، فإننا نملك أساسا كبيرا وجيدا.. علينا فعل الكثير وألمانيا مستعدة لفصل جديد عبر الأطلسي».

على صعيد آخر، من المقرر أن تقدم النائبة ليندا سانشيز مشروع قانون جديد يتضمن مساراً من 8 سنوات للحصول على المواطَنة لملايين المهاجرين غير المُوثَّقين، ومن ثم طرحه أمام مجلس الشيوخ الأسبوع القادم.

كشف حساب الشهر الأول

في ظل الحديث عن عودة أميركا وبدء بايدن تحقيق وعوده، نشرت شبكة بي بي سي الإخبارية تقريراً أظهر مدى التباين بين سياساته وسياسات ترامب. وتم التحقق من بعض القضايا.

على سبيل المثال، انتقد بايدن مراراً خطة الإدارة السابقة لتقديم اللقاح، إلا أن ذلك ليس صحيحاً فقد كشفت الإدارة السابقة خطة تطعيم وتوزيع على الولايات.

وعن قول بايدن إن العنصريين البيض هم التهديد الأكبر، فإن وزارة الأمن الداخلي توافقه الرأي. وقالت في تقييمها السنوي إن العنصرية البيضاء كانت التهديد الأكثر رسوخاً والأخطر في الولايات المتحدة.

وحين طالبت الرئيس الديموقراطي برفع الحد الأدنى للأجور بـ15 دولارا للساعة، أظهرت الحسابات الاقتصادية أن ذلك سيحسن الاقتصاد فعلاً.

عنف اليمين المتطرف ينذر بحرب أهلية

إلى وقت قريب كان الحديث عن اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة أمراً من الماضي وسيناريو مستحيلا بالنسبة لكثيرين، لكن تصاعد عنف اليمين المتطرف وأحداث الكابيتول ينذران إلى احتمال الانزلاق مجددا ًنحو التناحر الداخلي.

مجلة فورين بوليسي الأميركية أوضحت أن ما يجعل الأمر أكثر إحباطًا هو أن الحرب الأهلية في البلاد لم تنته أبداً، بل كانت في الواقع تتعزز. وأكدت أنه رغم سيطرة بايدن على زمام الأمور فإن الأحداث التي وقعت مؤخرًا، جعلت خطر اندلاع عنف سياسي واسع النطاق واضحًا بشكل مؤلم. كما أنه قد يتم استغلال الانقسامات الداخلية من قبل جهات محلية أو أجنبية تبتغي إعادة توزيع مراكز الثروة أو السلطة. وقد تجلت هذه الدينامية بوضوح في انقسام الحزب الجمهوري الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى