وثائق جديدة تورّط نظام الأسد… جثث مكدَّسة بأعين مفقوءة
جرائم حرب أكثر مما كان موجوداً ضد النازيين

في أدلة جديدة من شأنها أن تورط النظام في سوريا ومعه رئيسه بشار الأسد، قامت لجنة العدل والمساءلة الدولية بتسريب آلاف من الوثائق الحكومية التي أرشفتها، وفي محتواها إثباتات عن جرائم ارتكبت بحق السوريين.
فقد كشفت المعلومات عن أكثر من 900 ألف وثيقة حكومية جرى تهريبها من سوريا، تحتوي أدلة قوية على تورط النظام ومن معه بتلك الجرائم، حسب ما كشفه تقرير لقناة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية.
وأفاد رئيس مجلس اللجنة والمدعي العام السابق ستيفن راب، الذي قاضى جرائم حرب في سيراليون ورواندا، بأنه مما لا شك فيه أن هناك ارتباطاً بين هذه الوثائق المسربة وبشار الأسد، موضحاً أنها «وثائق مرتبة، وعليها اسمه، وقادمة من الأعلى إلى الأدنى»، حسب تعبيره.
كما كشف خلال حديثه الإعلامي أن الوثائق أوضحت أن الأسد هو من نظم هذه الإستراتيجية، فهي تحتوي على أوامر موجهة للسلطات باعتقال الناس، لافتاً إلى أن هناك تقارير عائدة إلى الجهة الصادرة مرة أخرى عن وجود مشكلات، مثل تكدّس الكثير من الجثث في المعتقلات، وفقاً لقوله.
وتابع أيضاً أن هناك أدلة على جرائم حرب ارتكبها الأسد، أكثر مما كانت موجودة ضد النازيين، قائلاً: «لدينا قتل، لدينا إبادة، لدينا تعذيب، لدينا اغتصاب، لدينا أشكال أخرى من العنف الجنسي ومن الاحتجاز القاسي، وهناك أيضاً تشويه».
الجدير ذكره أن لجنة العدل والمساءلة الدولية تتكون من مجموعة متنوعة من المهنيين من أجل العدالة، لديهم خبرة كمحققين، ومحللين، ومحامين، من بلدانهم الأصلية.
والفضل يعود في هذه الوثائق بالطبع إلى «قيصر»، الاسم المستعار الذي استخدمه مصور عسكري سوري تم تعيينه في المشرحة لتصوير الموتى من سجون الأسد السرّية، إلى أن هرَّب الوثائق، وهرب معها من سوريا ووصل إلى الكونغرس الأميركي ليفضح جرائم النظام، ما أفضى بدوره إلى فرض عقوبات عرفت في ما بعد بـ «قانون قيصر».
وحول الموضوع أفاد راب بأنه كان من الواضح جداً أن القتلى تعرضوا للتعذيب، فقد كانت أجسادهم هزيلة، عبارة عن هياكل عظمية، ومعظمهم كانوا بأعين مفقوءة، والتعذيب كان واضحاً.
يشار إلى أن سجل سوريا بات الأكثر توثيقاً في التاريخ، نظراً للكم الهائل من الأدلة التي جمعت خلال سنوات الحرب وما تخللها من فيديوهات وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفضحتها الأقمار الاصطناعية، التي تؤكد وجود جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكانت عشرات القضايا والتحقيقات رفعت سابقاً في أوروبا حول هذه الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب السورية، التي أسفرت منذ اندلاعها في عام 2011 إلى مقتل أكثر من 387 ألف شخص، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، كما تسببت بنزوح أكثر من نصف السكان.