آراء أجنبية

«سي إن إن»: هل يجب أن نُشفق على ترامب «الرجل السابق»؟

آخر ما قام به كرئيس هو الطيران بعيداً.. وعاد ليكرر نفسه بعد الرئاسة

ولاء عايش-

«هل سمعت عما يحدث للرجل السابق؟ يتجنب الآخرون الحديث عنه أو التقرب منه، بشكل يجعلك تشعر بالأسف نحوه». هكذا بدأ مايكل دانتونيو الكاتب والمعلق على شبكة «سي إن إن» مقاله في الموقع الإخباري، واصفاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
الرجل السابق هو ​​اللقب الذي أطلقه الرئيس جو بايدن على سلفه قائلاً: «لقد سئمت دونالد ترامب، لأربع سنوات كان حديث الجميع، آن الأوان ليصبح الحديث عن الشعب وطموحاته خلال الأربع سنوات المقبلة».

ترامب يتألم
بعد أن غادر ترامب البيت الأبيض وأصبح الرئيس السابق للبلاد، لابد أنه شعر بالألم فحرمانه الاهتمام يحزنه لا سيما وأنه سعى دائماً لجذب الانتباه. فواجه العالم بتصريحات مفبركة وحاك نظريات المؤامرة حتى أنه صدم الكثير من مواليه ومؤيديه.
في 6 يناير، أدت أكاذيبه إلى هجوم غير مسبوق في البلاد، جيش من اليمين المتطرف عرقل دستورية البلاد وعملية الانتقال السلمي للسلطة الرئاسية. إلا أن محاولته باءت بالفشل وانعسكت سلباً على شخصه، تراجعت شعبيته وقاعدته الترامبة وخسر منبره العالمي. حيث أغلقت وسائل التواصل الاجتماعي حساباته جميعها بعد أن تمعن في استخدامها لننشر خطابات العنف ودفع أقوى جمهوريي واشنطن يغلسون يديهم منه.
ميتش ماكونيل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تجاهل ترامب وأكد أنه كان مسؤولاً على هجوم دموي، وقال إنه غير مذنب لأسباب إجرائية، لكنه ساهم في تأجيجه. وخلال المحاكمة ألقى ماكونيل ملاحظاته بأسلوب جاد كأنه مدير مدرسة غاضب يريد تنظيم فصل دراسي جامح. و لم يذكر اسم ترامب بل اكتفى القول الرئيس السابق مشيراً إلى أن تصرفاته كانت تقصيراً في أداء الواجب.
وفي سياق المقال يقول الكاتب دانتونيو إن قرار بايدن تسمية ترامب بالرجل السابق لم يكن مخطط له فقد بدت كأنها «بايدنية» أصيلة وقومية. لقب يستحقه رجل قام بنحو 30 ألف خدعة أثناء توليه المنصب. واستخدم المكتب البيضاوي ليضخم نفسه يومياً. باختصار كان مخلصاً للخيال لدرجة أنه رفض حضور تنصيب بايدن مخالفاً بروتوكول يعود إلى القرن الـ19.
وحتى بعد أن قضت عصاباته على تقاليد الديمقراطية الأميركية في الانتقال السلمي، كان بإمكانه أن يفعل شيئًا يُظهر إدراكه لواجباته الجليلة، لكن للأسف فإنه لم سيتوعب ذلك. وكان آخر ما قام به كرئيس هو تنظيم مسيرة مصغرة لنفسه والطيران بعيدًا على متن طائرة الرئاسة.

بعد الرئاسة
مع انتهاء الولاية رسمياً ومغادرة البيت الأبيض عاد ترامب يكرر نفسه. ففي أول لقاء له ادعى مجدداً بان الانتخابات الرئاسية سرقت منه. وبعد حرمانه الرئاسة وتجاهله من قبل الآخرين، أصبح جل تركيزه يصب على كيفية الانتقام ممن لم يساعدوه في نيل مبتغاه لا سيما أولئك الذين شعروا بالراحة اثر هزيمته. ويختتم الكاتب مقاله طالباً من الحزب الجمهوري أن يقرر ما سيفعله اتجاه الرجل السابق دون الأسف عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى