
محمد مجيد الأحوازي
تحولت إيران الى جسر لنقل البشر وتهريبهم من جيرانها الشرقيين إلى دول أوروبية. وقال تقرير رسمي للشرطة الإيرانية إن تهريب البشر في إيران يقوم به مهربون براً وبحراً وجواً. ووفق التقرير، فإن «دولاً عربية غالباً ما تستقبل النساء والفتيات، اللاتي يتم الاتجار بهن من إيران»، وقد وصل سن الاتجار بالفتيات في إيران إلى أقل من 14 عاماً.
الاتجار بالبشر في إيران هو إحدى الجرائم المنظمة، التي تتضرر منها فئة النساء والأطفال في المجتمع الإيراني، خصوصاً النساء من المحافظات والمناطق الفقيرة والمهمشة، وغالباً ما يتم خداع هؤلاء النساء من قبل المهربين من دون علمهن، أو في بعض الحالات، تقوم بعض الأسر ببيعهن إلى المهربين بسبب الفقر والعوز والبطالة التي يعاني منها العديد من العوائل الفقيرة في ايران.
وأكد التقرير الرسمي للشرطة الإيرانية تحت عنوان «حالة الاتجار بالبشر من حدود إيران»، ونُشر في العدد الأخير من المجلة العلمية الفصلية لشرطة شرق طهران، أن إيران باتت من أهم «طرق العبور والانتقال» للاتجار بالبشر، خصوصاً الفتيات والشابات القاصرات، إلى الدول العربية والأوروبية.
ووفق الأدلة المتوافرة لدى الشرطة الإيرانية، فإن إيران باتت تشكل ممراً وجسراً لتهريب البشر من جيرانها الشرقيين، باكستان وأفغانستان، إلى الدول الأوروبية، ويتم تهريب البشر براً وبحراً وجواً، والطرق البرية تبدأ من شرق إيران وتنتهي غربها.
ووفق التقرير، فإن «المهربين يدخلون من أفغانستان وباكستان من حدود محافظتي خراسان وسيستان وبلوشستان ويهربونهم من الحدود الغربية ومحافظة أذربيجان الغربية بعد رحلة شاقة وطويلة».
أما «الممر المائي في الخليج العربي فمعروف بأنه طريق تهريب النساء والفتيات الإيرانيات إلى دول الخليج العربي».
ووفقًا لشرطة الأمن القومي للعاصمة طهران الكبرى والتحقيق الذي أجراه مركز شؤون المرأة ولجنة منظمة الدفاع عن ضحايا العنف في عام 2013، انتشر الاتجار بالنساء والفتيات من المقاطعات الحدودية ومن باكستان وأفغانستان ونقلهن إلى دول الخليج العربي وحتى إلى أوروبا.
يقول تحقيق الشرطة الإيرانية إن الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي مهتمة بهذا الملف، حيث تُهرب الفتيات الإيرانيات إلى البلدان المطلة على الخليج العربي.
وقالت الشرطة الإيرانية في بيانها بصورة رسمية إن «الدول العربية غالباً ما تستقبل النساء والفتيات اللاتي يتم الاتجار بهن من إيران».
ولا يقتصر الاتجار بالبشر في إيران على الحدود البرية فحسب، ووفقاً للشرطة الإيرانية، وعبر بعض المزورين بالتعاون غير القانوني مع بعض شركات الطيران، تمكنوا من الاتجار بالبشر عبر الحدود الجوية من إيران إلى أوروبا ودول الخليج العربي.
وقالت الشرطة إن «تهريب البشر عبر الحدود الجوية في إيران يتم في شكل هجرة غير شرعية بالتعاون مع بعض وكالات الطيران».
في جزء آخر من التقرير، ورد أنه في إيران يُجبر بعض المهاجرين غير الشرعيين، خصوصاً الأطفال الأفغان، على العمل السخرة.
وذكر التقرير أن «أطفال الشوارع في إيران معرضون بشدة للاستغلال من قبل مهربي البشر، وتقوم الجماعات المنظمة باختطاف أو شراء الأطفال الإيرانيين والمهاجرين، خصوصاً الأطفال الأفغان اللاجئين، وتجبرهم على العمل كمتسولين أو بائعين متجولين».
وقالت الشرطة إن «الأطفال الأفغان معرضون للتحرش والابتزاز من قبل أصحاب العمل أو قوات الأمن ومسؤولين حكوميين آخرين».
وأظهرت دراسات في إيران أن %80 من الفتيات الهاربات الإيرانيات ينتمين إلى أسر مفككة ومعظم حالات الاتجار بالنساء تشملهن.