الشرق الأوسط

إيران تستعرض ميليشياتها في العراق.. ورسائل مبطنة للكاظمي

كتائب حزب الله: لن نتخلى عن سلاحنا ولن ندخل سفارة الشر ولن نسقط الحكومة ففي الوقت متسع

رسائل عديدة وجهتها إيران اليوم من خلال ميليشياتها في العراق في ذكرى مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس.
طهران كعادتها حاولت عدم الظهور في الواجهة وزجت بالموالين لها في مقدمة المشهد الذي قد تتوالى فصوله تباعاً، غامزة من قناة الحكومة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، رافعة سقف التحدي لمحاولة قلب الحكم الذي يسعى إلى تحييد العراق وتمتين سيادته.
الآلاف من العراقيين الموالين لطهران توجهوا منذ الفجر إلى مكان مقتل سليماني والمهندس خارج مطار بغداد الدولي، و تداول مستخدمون لمنصة تويتر صورا ومقاطع فيديو لما قيل إنها تظاهرات لعناصر من الميليشيات، بالقرب من المطار. وأشار حساب يتبع لوكالة أنباء محلية إلى «اقتحام مطار بغداد من قبل أنصار الحشد الشعبي».
ونشر مغردون مقاطع فيديو مرفقة بعبارة «ميليشيات الحشد الشعبي تقتحم المباني الخارجية بمطار بغداد»، وأبدوا استياءهم من الدعوة للتظاهر في هذه المناسبة.
وتوجه العديد من عناصر «الحشد» وأنصارهم الى ساحة التحرير وسط بغداد للمشاركة في «التظاهرة المليونية» التي دعت إليها المليشيات حيث رفعوا صور سليماني والمهندس منددين بالقصف الأميركي الذي طالهما. ومن بين الشعارات التي رفعت ورددت، هي أخذ الثأر لهما والمطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق.
«كتائب حزب الله العراقي» كانت أكثر وضوحاً لجهة تحديها الدولة العراقية متمثلة بحكومة الكاظمي. وقد أصدر الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» أبو حسين الحميداوي اليوم بيانا بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، رافضا «العبث بسلاحهم».
وقال في البيان، إن «حضورنا اليوم في الميدان هو بيعة لله ورسوله والمؤمنين المقاومين، كما أنه رسالة تفويض أن عجلوا بالثأر فدمنا ما زال يغلي».
وأضاف: «لن ندخل اليوم إلى سفارة الشر (السفارة الأميركية)، ولن نطيح بهذه الحكومة، فما زال في الوقت متسع».
وتابع الحميداوي: «سلاحنا أكثر ضبطا وتنظيما من أرقى الجيوش والمؤسسات العسكرية على مر التاريخ، وهو أكثرها شرعية وعقلانية، وسيبقى بأيدينا إلى أن يشاء الله».
وختم بيانه قائلا: «لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يعبث بهذا السلاح المقدس الذي حفظ الأرض والعرض وصان الدماء و سنحفظ عهدنا مع قادة النصر بالثبات على طريق العزة والإباء، وسنكون ألف سليماني وألف أبو مهدي، والعاقبة للمتقين».
مراقبون رأوا في بيان كتائب حزب الله تهديداً مباشرا للكاظمي بأن عليه التخلي عن تحصين سيادة العراق ومشاريعه لحصر السلاح والحد من عمل الميليشيات لاسيما في بغداد، والا سيواجه انقلاباً للإطاحة به من قبل هذه الميليشيات ومن يمثلها في البرلمان العراقي.
ويتابع المراقبون بقلق شديد ما سيسفر عن هذه الحشود التي أتت بها الفصائل الموالية لإيران إلى بغداد لاسيما الى محيط المنطقة الخضراء الشديدة التحصين حيث تتواجد المقار الرسمية والسفارات وفي مقدمتها السفارة الأميركية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى