الأمم المتحدة تناشد واشنطن: عقوبات دمشق تستهدف الشعب السوري

علي حمدان –
اعتبرت ألينا دوهان، المقررة الخاصة المعنية بالأثر السلبي للتدابير القسرية الإنفرادية في التمتع بحقوق الإنسان العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا والمندرجة تحت قانون قيصر، انتهاكاً صارخاً لحقوق الشعب السوري، بحسب صحيفة «الأنتي ديبلوماتيكو» الإيطالية.
كما وصفت دوهان العقوبات التي ترزح تحتها دمشق الخارجة لتوها من الإحتراب الأهلي الذي دام عشرة أعوام بالأطول والأسوأ، ونعتت الحصار الإقتصادي بالقاسي والتدميري والغير إنساني.
وفي معرض حديثها عن العقوبات قامت المسؤولة الأممية بآنتقاد الإدارة الأميركية في أيامها الأخيرة، واستغربت من تأكيد الرئيس ترامب على أن عقوباته لا تطال الشعب السوري بل النظام، مؤكدة بأن الحصار يحرم الشعب السوري من الإستحصال على الضروريات.
فرض العقوبات من قبل واشنطن أتى بالتزامن مع الفيروس المستشري في محافظات سوريا مما يشكل إعتداء على الشعب السوري وعلى حقوق الإنسان، بحسب دوهان.
حرمان من الحقوق
العقوبات، برأي دوهان، تحرم المواطن السوري من حقه في الرعاية الصحية والمسكن والعيش الكريم، بالإضافة إلى وقوفها عائقاً أمام تجهيز المشافي لمكافحة الوباء واستيراد المستلزمات الطبية والأدوية.
في السياق عينه إتهمت المقررة الخاصة المعنية بالأثر السلبي للتدابير القسرية الإنفرادية في التمتع بحقوق الإنسان، وزارة الخزانة الأميركية بخلق عقبات تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من الخارج الى الداخل السوري وإدارة مهمات الإغاثة في البلد المنكوب جراء فرضها لعقوبات على مصرف سوريا المركزي على خلفية إتهامه بالقيام بعمليات غسيل الأموال.
كما دعت دوهان واشنطن الى إعادة النظر بمحتوى عقوباتها على دمشق وتسهيلها لعملية وصول المساعدات الإنسانية ومواد البناء والمستلزمات الطبية إلى مدن سوريا من أجل تسهيل عودة اللاجئين والنازحين الى قراهم ومساكنهم.
جوع وفقر
من جهتها، اعتبرت واشنطن في تغريدة نشرها حساب سفارتها في دمشق، أن أزمة سوريا الإقتصادية والوضع الإنساني فيها نتاج حرب الأسد على شعبه، لا العقوبات.
«نحن نعاني من تفشي وباء كورونا أكثر من غيرنا لعدم توفر رعاية صحية. المصابون يموتون في منازلهم. ناهيك عن الحرائق التي أتت على جبالنا الخضراء والانفجارات والفقر والجوع والطوابير أمام محطات المحروقات والمخابز»، يقول محمد الصالح، أحد سكان منطقة الذيابية في دمشق لـ «القبس الدولي».
كلام محمد قابله تشاؤم ياسمين منيزل، التي عبرت لنا عن عدم فرحها بقدوم العام الجديد في ظل الأوضاع التي تعيشها: «إبنتي في سابعتها، تطلب مني سرير، تحلم بسرير منذ عامين بعد أن رأته في منزل أحد أقرباءنا واستمتعت بالنوم عليه، لكننا عاجزون عن تأمين الخبز، كيف لي أن أبتاع لها سريراً»، تقول ياسمين مختتمة.