ليبيا 2020.. انقسامات تطغى على المفاوضات

لم تكن سنة ألفين وعشرين سنة عادية على دول العالم المستقرة فما بالك بدولة مقسمة تتصارع أطرافها على الفوز بنصيب الأسد من هذه المعركة التي بدأت شراراتها منذ العام ألفين وأحد عشر ومقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
مفاوضات واتفاقيات
مفاوضات واتفاقيات من جنيف إلى المغرب إلى تونس إلى غدامس إلى طرابس وبنغازي ،كلها يحاول المشاركون فيها لملمة جراح بلد غني بثرواته وطاقات أبنائه.
تحولات جديدة
شهد الملف الليبي في السنة الماضية تحولات جديدة ،من علاماتها التقارب المفاجئ بين مصر وحكومة الوفاق والذي تجلى بزيارة وفد مصري رفيع المستوى، للمرة الأولى منذ ألفين وستة عشر ، كما تخلل المشهد الليبي جولة تفقدية لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مستعرضا فيها قوات بلاده المرابطة في غرب ليبيا، فضلا عن اضطرار فرنسا إلى مراجعة حساباتها في منطقة الساحل والصحراء بعد تزايد خسائرها البشرية.
صراع مستمر
التغييرات التي طرأت على المشهد الليبي، ستكون لها تداعيات على الصراع الليبي ـ الليبي،وفق مراقبين أكدوا أن الأتراك استطاعوا أن يُحققوا أكثر مما حققه الروس والأوروبيون، إذ لا مجال لتحقيق أي حل سياسي لا ترضى عنه أنقرة، بحكم تغيُر الموازين العسكرية،حيث أن توقف الاجتماعات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، والغموض الذي يلف تسمية رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، لن يُبرزا تلك التداعيات على السطح قريبا، وإن كانت المفوضية العليا للإنتخابات ماضية في الإعداد الفني للانتخابات العامة المقررة للرابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل.
ويقول متابعون للشأن الليبي إنه ليس من المبالغة القول إن الليبيين بمختلف أطيافهم فقدوا زمام المبادرة وبات مفتاح الحل بأيدي القوى الإقليمية والدولية التي رسخت وجودها في البلد من خلال القواعد العسكرية التي أقامتها على الأراضي الليبية.