الطريق إلى ألمانيا لم تعد سهلة أمام اللاجئين
خليفة محتمل لأنجيلا ميركل يدعو إلى ترحيل أكثر حزماً

عمَّقت جائحة كورونا أزمات المهاجرين لا سيما أولئك المتجهين إلى أوروبا عبر المتوسط بقوارب متهالكة ومكتظة لا تصمد حتى السواحل الأوروبية هربًا من الفقر والحرب في بلدانهم الأصلية، وبعد أن قررت ألمانيا تأجيل استقبال بضعة آلاف لاجئ من العام 2020 إلى العام الحالي بسبب هذه الجائحة أعلن أحد المرشحين لتولي منصب المستشار الألماني معارضته لقبول لاجئين جدد من اليونان أو البوسنة.
وقال فريدريش ميرتس،المرشح لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني: «الاتحاد الأوروبي بأكمله ملزم على وجه الخصوص بمساعدة اللاجئين في مواقعهم في البلقان أو في الجزر اليونانية، ولا يمكن حل هذه الكارثة الإنسانية من خلال استقبال ألمانيا للجميع.. هذا الطريق لم يعد مفتوحاً».
ترحيل حازم
وأكد ميرتس ضرورة أن تُبرم أوروبا اتفاقات مع بلدان القدوم أو بلدان العبور من أجل منع الهجرة غير النظامية والمهددة للحياة عبر البحر المتوسط مضيفًا أنّ الرسالة الواضحة للاجئين وتنظيمات المهربين هي أن هذا الأمر يهدد الحياة، ولن ينجح.
ودعا ميرتس إلى ترحيل أكثر حزماً من السنوات السابقة، قائلاً: «هناك حالات من اللاجئين لن تتمكن ألمانيا من ترحيلهم في الوقت الحالي، في سوريا على سبيل المثال هناك عقبات قانونية وإنسانية وكذلك واقعية، تتمثل بعدم وجود خطوط طيران وطرق برية مفتوحة، وبالتالي فإنّ الترحيل إليها لن يكون ممكناً إلا في حالات فردية».
ومن المقرر أن يختار حزب ميركل المحافظ زعيمه خلال مؤتمر افتراضي منتصف الشهر الحالي، وسيكون على أعضاء الاتحاد المسيحي الديمقراطي الاختيار بين المعتدل أرمين لاشيت الذي يترأس ولاية شمال الراين – ويستفاليا، والليبرالي فريدريك ميرتس الذي يعد خصماً تاريخيًا لميركل، ونوربرت روتغين الخبير في السياسة الخارجية. ومن المرجح أن يكون الفائز منهم مرشحاً لليمين في الانتخابات التشريعية المقررة في أيلول المقبل عقب تنحي ميركل بعد 16 عامًا أمضتها في المستشارية.
مأساة المهاجرين
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها لآلاف اللاجئين بشكل ملفت، إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. في أغسطس 2015، علَقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين، وقالت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية حينها إن التغلب على موجة اللجوء؛ مهمة وطنية كبيرة،وخشية أن تحل المأساة بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبالهم.
وعليه بدأت البلاد باستقبال أكثر من 5 آلاف لاجئ كل عام في إطار برامج إعادة توطين اللاجئين إلا أن أحداثًا أمنية حصلت خلال السنوات الأخيرة من إرهاب وأعمال عنف من قبل جماعات متطرفة وعنصرية أزمت الوضع في البلاد لا سيما بالنسبة للاجئين. وقد اتهم منتقدو ميركل بأن سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلات خطرة نحو أوروبا.
ومؤخراً، أثار سماح ألمانيا بعمليات ترحيل اللاجئين لا سيما السوريين اعتباراً من مطلع 2021 في حال تصنيفهم تهديدًا لأمن البلاد، خشية البعض من توسيع نطاق الترحيل مستقبلًا، وكان هانس غيورغ أنغيلكه نائب وزيرالداخلية قد صرح:«الحظر العام على الترحيل (إلى سوريا) ستنتهي مدته في نهاية 2020»، وأضاف: «الذين يرتكبون جرائم أو يسعون وراء أهداف إرهابية لإلحاق الأذى بدولتنا وشعبنا، يجب أن يغادروا البلاد وسوف يغادرون».