كيف يتعامل نتنياهو الآن مع الناخبين العرب؟

في أول خطوة من نوعها بتاريخ الحزب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ينوي ضم مواطن عربي إلى لائحة مرشحي الحزب للكنيست لتعيينه لاحقاً في منصب وزير.
في حوارات سرية لنتنياهو وسط مسعى «الليكود» لحشد الأصوات العربية للانتخابات المبكرة المقررة في مارس المقبل.
قام نتنياهو في الأيام الأخيرة بزيارتين لمدينتين عربيتين لتفقد الأحوال فيهما غير أن المراقبين السياسيين يرون أن زيارة نتانياهو لكل من مدينتي الطيرة وأم الفحم جاءت بنكهة انتخابية صرفة.
قال نتنياهو أثناء زيارتة إلى مدينة أم الفحم وسط إسرائيل «لقد منحت في السنوات الأخيرة للبلدات العربية في إسرائيل 15 مليار شيكل «نحو 4,7 مليار دولار» وذلك من أجل سد الفجوات وكذلك دشنت تسعة مخافر للشرطة في البلدات العربية من أجل التصدي للجريمة».
وأضاف «انظروا كيف يتعانق العرب واليهود في دبي وفي البحرين فلماذا لا يتعانق العرب هنا في إسرائيل؟ أنا لست ضد المواطنين العرب، إنما أنا ضد الأحزاب العربية التي لا تعترف بالصهيونية وبدولة إسرائيل».
وتابع «لقد جلبت لإسرائيل أربعة اتفاقات سلام مع دول عربية، فلماذا لا نعقد السلام هنا بيننا مواطني إسرائيل عربا ويهودا، لماذا لا يكون العرب جزءا من السلطة الحاكمة هنا؟ لماذا عليهم التصويت لأحزاب متطرفة لا تعمل لصالحهم؟ صوتوا لي أنا».
مسرحية نتنياهو-
أسفرت إحدى هذه الزيارات، إلى أم الفحم، عن كارثة طفيفة في العلاقات العامة عندما اتضح أن «اللقاح المليون» الذي هنأه كان محكومًا سابقًا قضى وقتًا في القتل غير العمد وجرائم عنف أخرى.
في حين أن الفرق الطبية ومئات المواطنين العاديين الذين ينتظرون التطعيم تم إبعادهم لمدة ساعتين من قبل عناصر أمن رئيس الوزراء، لكن لم يُسمح لذلك بتعطيل مسرحية نتنياهو للأصوات العربية.
في سلسلة من التسريبات في توقيت جيد، نتنياهو الآن يسرق منهم راية «التعايش» مع الأقلية العربية في إسرائيل، لا يهم ما إذا كانت هذه حيلة مفيدة بالكامل، نتيجة عن كفاح نتنياهو من أجل البقاء السياسي في المستقبل، وربما حتى في هذه الحملة، سيستخدم مرة أخرى العنصرية المعادية للعرب لتحقيق أهدافه.
لكن الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي هو الشخص الذي يكسر المحرمات المتمثلة في إشراك عرب إسرائيل في اللعبة السياسية الإسرائيلية.
قائمة الليكود-
فيما أصر مقر حملة «الليكود» على أن استطلاعات الرأي الداخلية أظهرت أن هناك إمكانية لمقعدين في الكنيست لأصوات «الليكود» في الوسط العربي، وأن نتنياهو ينوي أن يعد العرب الإسرائيليين بأن لديهم دورًا رئيسيًا يلعبونه، في موجة «التطبيع» الجديدة بين إسرائيل والدول العربية.
وشن معارضو نتنياهو هجوماً حاداً عليه لما اعتبروه اقتراباً من الجمهور العربي.
وقال جدعون ساعر، المنافس لنتنياهو والذي انشق عن حزب «الليكود»، الليلة الماضية: «بعد سنوات من التراخي والتقاعس، تذكر رئيس الوزراء الليلة حديثه عن وضع خطة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي، ومن المؤسف أن الموضوع لم يكن يعنيه لغاية اليوم، وحكومته منعت قبل فترة وجيزة مشروع قانون تقدمت به أنا لتحديد حد أدنى من العقاب لمن يضبط بحوزته سلاح غير مرخص».
ويبدو أن حاجة نتنياهو إلى كسب الصوت العربي تزداد إلحاحاً مع ظهور مزيد من المعارضات له في الساحة الساسية الإسرائيلية ترقباً للانتخبات المقبلة، إضافة إلى استمرار الاحتجاجات في الشارع اليهودي ضد حكمه.
ومساء أمس السبت، اعتقلت الشرطة 8 من مئات الأشخاص الذين تظاهروا أمام منزل نتنياهو بشارع بلفور بمدينة القدس، في الأسبوع الـ28 من الاحتجاجات المطالبة باستقالة نتنياهو على خلفية مزاعم بسوء إدارته لجائحة فيروس كورونا، واتهامه في 4 قضايا فساد.
يسار الوسط لا يلوم إلا نفسه –
أن معارضة يسار الوسط لا تلوم إلا نفسها على سخرية نتنياهو العارية في مناشدة الناخبين العرب، حظي بيني غانتس وزملاؤه بفرصتين لمحاولة بناء تحالف بدعم من القائمة المشتركة بعد الانتخابات الأخيرة مرتين – إذا كانوا يريدون متابعة الخيار بجدية مرة أخرى، يعتبر يسار الوسط إحدى اللافتات الموجودة على اليمين، في العام الماضي فقدت أي حق في تسمية نفسها معسكر السلام عندما حقق نتنياهو التطبيع مع أربع دول عربية.
من جانبه هاجم العضو المشترك في الكنيست أحمد الطيبي يوم الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: «يمكن لنتنياهو أن يرتدي جلابية، وأن يطلق على نفسه اسم أبو يائير، من الآن وحتى الانتخابات، من يصدقه يستحقه».