«واتساب» يتسبب بإقالة قائد شرطة مرور موسكو!

أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائد العام لشرطة مرور موسكو، على إثر فضيحةٍ تتعلق بتدابير حماية موكب الرئيس الروسي.
وحول هذه الواقعة كشفت صحيفة التايمز البريطانية إن إقالة العقيد يوري دروغانوف جاءت في أعقاب ادعاء أفاد بأن تفاصيل تحركات الرئيس الروسي قد تكون تتعرض للتسريب إلى الولايات المتحدة، عن طريق انتهاك بروتوكول الاتصالات السرية.
ويأتي ذلك بعد أن أفادت مزاعم بأن الوحدة التي كانت مسؤولة عن توفير الأمن لكبار المسؤولين الحكوميين في روسيا استخدمت مجموعة دردشة على تطبيق واتساب للتنسيق فيما بينها ولتتبع أماكن وجود الضباط والمركبات، كما شاركت الوحدة البيانات التي توضح تفاصيل حركة سيارات الليموزين المستخدمة في تنقلات كبار المسؤولين.
كما اتهمت الوحدة المسؤولة عن توفير الأمن للرئيس الروسي بتعريضه وتعريض كبار المسؤولين في البلاد إلى الخطر وانتهاك القانون الخاص بحفظ أسرار الدولة.
كما يستخدم بوتين سيارة ليموزين مصفحة جديدة روسية الصنع إبان آخر تنصيب له رئيساً للبلاد عام 2018، وتحتوي السيارة التي يبلغ وزنها ستة أطنان، على محرك V8 سعة 4.4 لتر.
التايمز قالت إن مجموعات الدردشة على تطبيق واتساب استخدمت لتناقل المعلومات والتنسيق بينما شملت نحو 200 ضابط جرى توظيفهم لتسهيل حركة مرور الوفود الرسمية عبر المدينة.
وأكدت ثلاثة مصادر لشبكة «بي بي سي» وجودَ مجموعات الدردشة تلك في روسيا، قائلة إنها استُخدمت لمشاركة أرقام التسجيل، وإشارات الاتصال للمسؤولين الذين يجري نقلهم، وأسماء الضباط المشاركين في عملية إخلاء الطرق.
الرائد فاسيلي فيتيتنيف، وهو ضابط سابق، قال إنه قدم شكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام في نوفمبر، وقد تضمنت تلك الشكوى الإشارة إلى أن «المقر الرئيسي لشركة واتساب يقع في الولايات المتحدة، وأن أساليبها في التشفير وحفظ الأمان المتعلق بتبادل الرسائل غير معروفة»، وقال إنه «من الممكن أيضاً تسريب لقطة شاشة وستكون المعلومات متاحة لأطراف ثالثة».
شرطة المرور في موسكو أكدت الأنباء المتعلقة برحيل العقيد دروغانوف، إلا أنها قالت إن بوتين أعفى رسمياً الرجل البالغ من العمر 59 عاماً من منصبه في نوفمبر، بعد استقالته لأنه بلغ سن التقاعد، وفي حين التزم الكرملين الصمت ولم يعلق على الحادثة، ربطت وسائل إعلام روسية الإقالة بالجدل المثار حول استخدام تطبيق واتساب.
يشار إلى أن بوتين يعتمد على حماية ضباط من خدمة الحرس الفيدرالي، التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية عند استخدام وسائل التنقل.
وفي ظل أزمة كورونا، كان الرئيس الروسي يعمل من مقر إقامته في نوفو أوغاريفو، وهي إحدى مناطق النخبة غربي العاصمة موسكو إلا أنه ينتقل في العادة كثيراً بين هذا المقر والمنطقة الأقدم التي يقع بها الكرملين، حيث يغلق ضباط المرور الطرقَ التي تصل إلى طريق «كوتوزوفسكي بروسبكت» السريع.