أخبار اليومالشرق الأوسط

سوريا: المنافسة تشتد بين موسكو وطهران

حجاب: دمشق مقبلة على تحول كبير.. والأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة

براء سلوم تاجر أقمشة يتحدر من مدينة تدمر، فرّ مع عائلته إلى العاصمة دمشق، بعد أن استولت ميليشيات إيران على محاله ومنزله وسيارته منذ ثلاث سنوات.
في حديثه لموقع «سكاي نيوز عربية»، أكد أن المدينة باتت فارغة من سكانها بنسبة 93% وأن غالبيتهم هاجروا باتجاه مدن الساحل ودول اللجوء، بحثاً عن حياة آمنة.
وأضاف سلوم أن «المدنيين كانوا يُخطفون بشكل يومي من قبل ميليشيات إيران. المئات منهم لا يزال مصيرهم مجهولاً، ولقي آخرون حتفهم بطرق وحشية. كما تقوم الميليشيات بالاستيلاء على منازل المواطنين من خلال تخييرهم بين التجنيد في صفوفها أو بيعها بأسعار زهيدة».
السيدة سهام حمو، سورية أخرى عانت ويلات الحرب أيضاً، إذ فقدت زوجها وابنها وحفيدتها بصاروخ استهدف منزلها في حي دوما بدمشق عام 2016. اليوم، وقد بلغت من العمر 74 عاماً، وأصبحت حبيسة كرسي متحرك، بعد إصابتها بمرض في القلب، لم تستطع أن تنسى مأساتها. وتقول: «لا أريد أن أتذكر… كانت مسألة أقسى من أن تُحتَمَل»، مؤكدة أن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل 2011.
وترى مجلة «إيكونوميست» أن عشر سنوات من الحرب تركت سوريا محطمة وأن حاكمها لن يتغير.
وأفادت بأن بشار الأسد لا يريد التخلي عن الحكم أو مشاركة غيره فيه، وهو لا يقدم أي تنازلات لأنه يخشى أن يتم اعتبار التسوية علامة على الضعف، لذلك يهدد بمزيد من الحرب.
في سياق آخر، عبّر رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب عن اعتقاده بأن سوريا مقبلة على تغيير كبير وأن الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة: «نحن مقبلون على معادلة أمنية وعسكرية جديدة، الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه أصبح عبئاً على البلاد والشعب، بشار هو الفوضى».
وكان حجاب تحدث إلى قناة «الجزيرة» بعد اجتماع ثلاثي عُقد في الدوحة، بحضور وزراء خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وروسيا سيرغي لافروف، وتركيا مولود تشاووش أوغلو. والتقى تشاووش أوغلو حجاب بشكل منفصل.
وتابع حجاب: «المحادثات في الدوحة مسار جديد، ونحن مرتاحون لأن هذا المسار له بصمات عربية»، مضيفاً: «نعول على الدبلوماسية القطرية، لأنها تمتاز بالحيوية والنشاط، ولها خبرة كبيرة وتجارب ناجحة، ولديها تواصل مع جميع الأطراف الدولية».
وأوضح حجاب أن الانتخابات المقبلة لن تكون شرعية، رغم محاولات روسيا وإيران دعم ذلك. كما أكد أن التنافس الإيراني – الروسي على المناطق في سوريا جعل الشعب يدفع الثمن.
وأضاف حجاب أن موقف غالبية الدول العربية لا يؤيد الدعوات لعودة سوريا للجامعة العربية. وأشار إلى أن القضية السورية تراجعت ولم تعد ضمن أولويات المجتمع الدولي.
وتستمر موسكو وطهران في التنافس من أجل النفوذ. عسكرياً، عززت القوات الروسية حضورها في حقل توينان للغاز في البادية الشرقية من سوريا، بين محافظتي حمص والرقة، بعد أن كانت تخضع لسيطرة الميليشات الإيرانية.
ووصلت آليات محملة بالجنود وعناصر من الفيلق الخامس إلى الحقل، بعد أن أخلي من قبل الميليشيات الإيرانية، دون معرفة الأسباب.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلام محلية بأن انفجاراً وقع عند مفرق صرّين في ريف مدينة عين العرب شمال شرقي حلب، نجم عن حريق سيارة محّملة بمواد متفجرة، وأسفر عن إصابة 8 أشخاص بجروح، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى