– علي حمدان
مع بداية العام 2021 بدأ تدفق الغاز من أذربيجان الى أوروبا عبر خط أنابيب البحر الأدرياتيكي، حسبما أوردته صحيفة إيل سولي فينتي كواترو أوري الإيطالية. غاز أذربيجان ولج اليونان، محطته الأوروبية الأولى، ليسلك طريقه الى إيطاليا في ما بعد مروراً ببلغاريا.
إستجرار الغاز من باكو الى أوروبا بدأ بشكل تجريبي في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، لكن يناير الجاري هو شهر دخول الإتفاقية التجارية ما بين أوروبا والآذريين حيز التنفيذ رسمياً.
إستحصال أوروبا على الغاز من أذربيجان يهدف الى تنويع مصادر المادة الحيوية التي تعتمد عليها عواصم القارة، وتقليص الإنفاق على شراء الغاز من خلال الحصول عليه بأسعار أفضل.
يقول لوقا شييباتي، مدير عام خط أنابيب الأدرياتيكي للصحيفة الإيطالية بأن ال2021 عام تاريخي بالنسبة لمشروعهم، للدول الأوروبية التي ستستفيد منه ولقطاع الطاقة الأوروبي بالمجمل، مشيراً الى أن أدريتك ترانس أصبحت لاعباً رئيسياً في مجال توزيع الغاز في القارة الأوروبية وتأمين عبوره نحو وجهات متعددة. «نقوم بتقديم الخدمات الطاقية بطريقة آمنة وبأسعار تنافسية لكافة المناطق التي تمر بها أنابيبنا، من جنوب غرب أوروبا الى القارة بأكملها»، يضيف شييباتي.
بحسب ماريا سافوفا، المديرة التجارية لخط انابيب الأدرياتيكي، فإن إطلاق عملية إستجرار الغاز من أذربيجان يمثل إنطلاقة جديدة لأسواق الطاقة والغاز الطبيعي في أوروبا، مشيرة الى جهوزية شركتها لتقديم خدمات موثوقة وبأسعار منافسة في الأشهر والسنوات المقبلة، كما ألمحت الى تطلّع الشركة في الصيف المقبل الى إطلاق المرحلة الثانية التجريبية لمشروعها والتي ستشهد مضاعفة كميات ضخها للغاز نحو أوروبا لتبلغ 20 مليار متراً مكعباً سنوياً.
فيكتور هوتيت، الخبير النفطي الفرنسي تحدث لل «قبس الدولي» عن المشروع موضحاً بأن خط الأنابيب الذي استجلب الغاز الى أوروبا تركي وهو يقوم بدمج الغازين الروسي والآذري ونقله الى أوروبا، مشيراً الى أن أهميته تكمن بالدرجة الأولى بأسعاره المنخفضة بنسبة 25 بالمائة عن الغاز الأوكراني أو الغاز الإسرائيلي الطامح لدخول أوروبا، مما سيؤدي الى إلحاق الضرر بمشروع أنبوب تل أبيب-قبرص-اليونان ومنها الى باقي المناطق الأوروبية، وقد يؤدي من ناحية ثانية الى إحياء مشروع أنابيب تل أبيب-تركيا للوصول الى أوروبا، والذي كان الإتفاق عليه بين البلدين وشيكاً عام 2015 قبل تدهور العلاقات بينهما.
من ناحية أخرى، يعتبر هوتيت أن الخط الأدرياتيكي عزز من نفوذ روسيا طاقياً، فالولايات المتحدة تعمل على قطع إمدادات موسكو لأوروبا بالغاز، والتي تشكل ثلث الإستهلاك الأوروبي، عن طريق ألمانيا، وعبر خرقها الأدرياتيكي بالتعاون مع تركيا تكون روسيا قد تمكنت من السيطرة على معبر جديد نحو القارة الأوروبية، بالإضافة الى قطع الطريق على الغاز الإسرائيلي القادم عبر قبرص.
هوتيت رأى أن دعم تركيا لباكو في حربها الأخيرة مع أرمينيا مهّد الطريق لتحقيق المشروع عبر تقديم أذربيجان لغازها بأسعار مخفضة مقابل الدعم العسكري والدبلوماسي الذي حصلت عليه من أنقرة.
كلفة المشروع لامست الأربعة مليار ونصف يورو مالياً، أما بيئياً فالغاز الآذري لم يكن ذو كلفة البتة، سواء على أوروبا عموماً أو على الجنوب الإيطالي، وشبه جزيرة سالينتو تحديداً حيث إستنكر الأهالي وعمدة المحافظة عمليات تمديد الأنانبيب في مياههم خوفاً على القطاع السياحي الذي يعتمد عليه إقتصاد البلدة، وتوجساً من تأثير المشروع على الثروة السمكية، بالإضافة الى احتجاجهم على إمكانية تلوث شواطئهم بسبب الأدرياتيك ترانس، إلا أن إدارة الشركة طمأنت الأهالي معلنة أن لا مساومة على بحرهم وسياحتهم وشواطئهم وأن مشروعها صديق للبيئة مائة بالمائة.
