أخبار اليومالشرق الأوسطتحليلات

هل نضجت التفاهمات واقتربت تسوية «النووي»؟

واشنطن تبدي استعدادها للمحادثات وطهران تستعجلها: تحركوا سريعاً

خالد جان سيز

في تصريح قرأ فيه مراقبون استعجالاً لواشنطن، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن الوقت ينفد أمام الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق، بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى في 18 يونيو، التي سيترتب عليها الانتظار لفترة تصل إلى ستة أشهر.
وفي حوار مع مركز السياسات الأوروبية، عبر تقنية الفيديو، أضاف ظريف: «هناك ضيق في الوقت، وبمجرد أن نتوجه إلى انتخاباتنا، فستكون الحكومة بطة عرجاء (بلا نفوذ حقيقي)، ولن يكون بمقدورها فعل أي شيء جاد، ثم ستكون هناك فترة انتظار لقرابة ستة أشهر، يُستحسن أن تتحرك الولايات المتحدة سريعاً، والتحرك سريعاً يتطلب منها ألا تتحرك على استحياء، بل أن تتخذ الإجراءات التي يتوجّب عليها اتخاذها».
وقال ظريف «الأوروبيون معتادون على المساومة. إيران والولايات المتحدة ليستا معتادتين على ذلك. الأميركيون معتادون على الفرض ونحن معتادون على المقاومة». وأضاف: «والآن حان وقت اتخاذ قرار إما أن نساوم نحن الاثنان ونعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وإما أن يعود كل منا إلى منهجه».
في المقابل، كشف مسؤول رفيع في إدارة الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة للجلوس مع إيران «غداً»، والموافقة بشكل مشترك على الامتثال الكامل للاتفاق، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
وقال المسؤول: «لقد أوضحنا أننا لا نتحدث عن إعادة التفاوض على الصفقة»، مردفاً أنه «حتى الاتفاق على اتخاذ خطوات متزامنة ومتسلسلة للامتثال لشروط الاتفاق الأصلية يتطلب عقد اجتماع: لا يمكننا تخمين الخطوات التي سيتخذونها ومتى وما هي الخطوات التي سنتخذها ومتى، من دون التحدث بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر».

تبرّؤ من هجمات العراق

من جهة ثانية، أرسل تخت مجيد روانجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن إيران لم تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أي هجوم مسلح من قبل أي كيان أو فرد ضد الولايات المتحدة في العراق، في إشارة إلى الهجومين على أربيل وقاعدة عين الأسد.
واعترف العراقي حيدر البياتي، الذي قاد المجموعة التي هاجمت أربيل، بأن الصواريخ من صنع إيران، وأن النواة الرئيسة للمجموعة المهاجمة هي أربعة ينتمون إلى ميليشيا «سيد الشهداء»، إحدى أذرع إيران المسلحة في العراق.
كما أفاد موقع بوليتيكو الأميركي بأن «كتائب حزب الله العراق» المدعومة من إيران أو جماعة تابعة لها نفذت الهجوم على «عين الأسد».
إلى ذلك، أزاح قائد بحرية الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسيري وجمع من كبار القادة العسكريين في إيران الستار عن مدينة صاروخية جديدة تابعة للحرس، برعاية القائد العام للحرس اللواء حسين سلامي.

نصائح روس لبايدن

وفي تعليق على أنشطة إيران الإقليمية ودور ميليشياتها، قال الدبلوماسي الأميركي المخضرم دينيس روس في مقال له بموقع «ناشونال إنترست» الأميركي إن على بايدن التأكيد لإيران أن سلوكها العدواني في المنطقة حالياً لن يمر من دون عقاب.
وقدّم روس نصائح لبايدن كي لا تظل أميركا أمام خيارين صعبين، الأول الدخول في صراع متصاعد مع إيران، والثاني ظهور أميركا على أنها مستعدة للعيش مع تزايد الهجمات، شملت ما يلي:
• الاستمرار في التأكيد على استعداد واشنطن للعودة إلى صيغة التفاوض (5+1) مع إيران.
• صياغة موقف عام مشترك مع الحلفاء الأوروبيين، والتأكيد على عدم تخفيف العقوبات من دون مقابل.
• تسليط الضوء على ميليشيات إيران في العراق ومهاجمتها، واستهداف وكلاء إيران في المنطقة.
• إبلاغ الإيرانيين بأن أميركا ستنافسهم في المنطقة، وسترفع تكلفة الانخراط في السلوكيات العدوانية.
• زيادة دعم الجيش العراقي، وفضح إنفاق إيران في سوريا، ودعم الضربات الصهيونية ضدها في سوريا.
• تطوير شبكة دفاع صاروخي تجمع دول الخليج والكيان الصهيوني، ومساعدة السعوديين ضد هجمات الحوثيين.
• إجراء التخطيط للطوارئ، وصياغة الخيارات مع الدول العربية والكيان الصهيوني، وتعزيز عملية التطبيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى