أخبار اليومالشرق الأوسطتقارير

لبنان: سيناريو الانفجار الشعبي يطغى

الدولار يحلّق.. الأسعار نار.. ومحالُّ أقفلت أبوابها

بيروت – أنديرا مطر

يتسارع الانهيار المالي مع تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الذي يقفز نحو الف ليرة يومياً، وسط مؤشرات تشي بمزيد من الارتفاع من دون سقف محدد، في ظل انعدام أي حل سياسي اقتصادي يلجم هذا التدهور.
تهاوي العملة الوطنية بهذا الشكل ينذر باقتراب الانفجار الاجتماعي – المعيشي الذي ظهرت «بروفا» عنه في التحرّكات الاحتجاجية أخيراً.
ارتفاع الدولار انعكس على حركة الأسواق التجارية ومحطات الوقود والقطاعات الإنتاجية. أصحاب المحال التجارية في مختلف المناطق أقفلوها ووضعوا ملصقات صغيرة على ابوابها الخارجية كتبت عليها عبارة «مقفل لعدم رغبتنا برفع الاسعار». والتجار امتنعوا عن تسليم البضائع للمحال؛ لأنهم اشتروها وفق قولهم على سعر 9 آلاف ليرة اما اليوم فالدولار تخطى 13 الف و«لن نبيع بخسارة».
اما المواطن المكتوي بنار الأسعار، والمطوق ماليا ومعيشيا وصحيا، فأصبح ينام ويصحو على سؤال «شو سعر الدولار اليوم» وهو يعاين قفزة الأسعار بين ساعة وأخرى، عدا عن فقدان العديد من السلع من رفوف المتاجر.
فهد صاحب سوبرماكت اشار الى ان ارتفاع سعر الصرف خلال يومين %30 استدعى رفع الأسعار بالنسبة نفسها، واضاف: «لا أحد يسلمنا بضاعة إلا بالدولار، والدولار مفقود».
والأخطر ان توقف المستوردين والتجار عن الاستيراد لعدم توافر الدولار في السوق الموازي ولدى الصرافين، تسبب بنقص كبير في السلع المدعومة من زيت وأرز وسكر. وتتزايد الإشكالات داخل السوبرماركت للحصول على الحد الأدنى من المواد المدعومة وآخرها إشكال حصل امس داخل سوبرماركت «رمال». وقد اظهر فيديو متداول وصول الأرز المدعوم الى السويد بعدما وصل الدواء المدعوم الى أفريقيا.

طوابير السيارات

وشهدت محطات الوقود ازدحاماً من قبل المواطنين لتعبئة البنزين خوفا من فقدان المادة في وقت رفعت معظم المحطات خراطيمها. في حين اكتفت بعض المحطات بتزويد كل سيارة بنزين بعشرة الاف ليرة فقط.

حزب الله في موسكو

حكوميًّا، العين على موسكو حيث يجري وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد محادثات مع مسؤولين روس، قد تنجح في الدفع باتجاه التشكيل، خصوصاً أن الاحتقان الشعبي جراء تفاقم الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار قد وصل الى داخل بيئة حزب الله.
وهذا ما اكده رعد عشية انتقاله الى روسيا قائلاً: «لا ينبغي التفكير بأي خيار الان غير خيار الاسراع في تشكيل حكومة لانه المدخل الطبيعي لاعادة الامور الى نصابها ولو على مراحل وهو مفتاح الاستقرار في لبنان الان».
وبعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن رعد ان «حزب الله حريص على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وفق ما يعبر عن إرادة الشعب اللبناني وهو مفتاح الاستقرار وبداية معالجة الأزمات».
وكانت مصادر مواكبة لملف التشكيل اشارت الى انّ ما هو مطروح من مبادرات داخلية لا يرقى الى مرتبة الحل. فيما المطلوب دفع خارجي يلزم الاطراف المعنية بخفض سقوفها في حال ارادت تجنب الانهيار الشامل. وتوقعت ان يشهد الأسبوع الحالي مزيدا من الضغوط الدولية، من فرنسا الى روسيا مرورا ببريطانيا في محاولة لتجنب الانزلاق نحو الفوضى.
وكشفت المصادر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري تحرك قبل يومين مستعيدا زمام المبادرة بعد تجميد المسعى الذي كان يضطلع به المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم.
ولا يختلف اقتراح بري كثيرا عن مبادرة اللواء إبراهيم وتنطلق من قاعدة الـ18 وزيراً. لا ثلث معطلا فيها لاحد، على ان يتم الاتفاق على اسم وزير الخارجية (الماروني) مسبقا بين الرئيسين عون والحريري، وقد تردّد ايضا ان بري اقترح ان يقدّم بنفسه، اسماء لعون والحريري ليتفقا على اثنين من بينها، للداخلية والعدل. وبحسب المصادر اصطدم مسعى بري برفض رئيس التيار الوطني جبران باسيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى