تحليلات

أزمة الحدود الجنوبية الغربية تعرض سياسة بايدن للخطر

الجمهوريون يصفونه بالساذج اللين.. والتقدميون قلقون من المهاجرين

ولاء عايش-

قد يكره البيت الأبيض وصف الوضع على الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، التي يعبرها مئات الأطفال المهاجرين وحدهم بالأزمة. لكن سرعان ما أصبحت حالة طوارئ سياسية للرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن.
وباتت معضلة الفارين من الفقر والقمع والكوراث الطبيعية تتأرجح في خضم اضطرابات سياسات واشنطن. فالكثير من هؤلاء المعنيين، صغار السن تحديداً، مكتظون اليوم في مراكز الاحتجاز وسط جائحة صحية مأساوية.
ووفق شبكة «سي أن أن» يبدو أن هذه القضية أصبحت تدور حول ما إذا كان المهاجرون اليائسون من أجل حياة أفضل في الولايات المتحدة قد أساءوا تفسير تعهدات بايدن بموقف أكثر إنسانية بشأن الهجرة من الرئيس السابق دونالد ترامب كإشارة للتدفق إلى حدود البلاد.
وأوضحت الشبكة إن إدراة بايدن قد بدأت تدرك الخطر السياسي للوضع الحدودي بالإضافة إلى عواقبه الإنسانية حيث ظهر العديد من كبار المسؤولين ودافعوا عن تعامل البيت الأبيض مع تغييرات سياسة الحدود.
روبرتا جاكوبسون منسقة الحدود الجنوبية أكدت إن الإدارة تحركت خلال أسابيع قليلة بشكل سريع لإعادة الإنسانية إلى سياسة الهجرة الأميركية وقالت محذرة المهاجرين إن الحدود لم تكن مفتوحة وتم العمل على تكثيف المساعدات الاقتصادية والغذائية لإبقاء الناس في بلدانهم الأصلية. وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس بدوره قال:«إن البيت الأبيض يقوم ببناء القدرة على معالجة تدفق الأطفال على الحدود و إرسال رسالة مهمة مفادها أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للمجيء إلى الحدود».

ساذج ولَين
أتاحت الزيادة الكبيرة في عمليات عبور المهاجرين خلال الأسابيع الأخيرة للجمهوريين فرصة لوصف الرئيس جو بايدن بأنه ساذج وملين في التعامل مع الهجرة غير الشرعية. كذلك الأمر بالنسبة لحزبه الديمقراطي حيث ظهر ضغط كبير على بايدن من قبل التقدميين القلقلين من عابري الحدود. وأدى هذا الجدل إلى خلق توتر في الكونغرس حيث قام الديمقراطيون بتحريك مشاريع قوانين الهجرة المبكرة هذا الأسبوع أحدهما يوفر طريقًا للحصول على الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة وهم أطفال والآخر يمنح الحماية القانونية لعمال المزارع والتي قد ينتهي بها الجمهوريون بالحظر.
كما أثارت هذه القضية أيضاً تساؤلات حول ما إذا كان أمن الحدود ومصير ملايين المهاجرين غير الشرعيين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة يمكن حله في ضوء الاستقطاب الحالي في البلاد.
السناتور الديمقراطي ديك دوربين من إلينوي أعرب عن شكه في وجود خطة شاملة لمنح 11 مليون مهاجر غير شرعي طريقًا للحصول على الجنسية في الكونغرس الحالي. فيما علق الجمهوري كيفين مكارثي من جانبه على ملف الهجرة وقال:«إنها أكثر من مجرد أزمة، إنها حسرة على قلب الإنسان..هذه الأزمة خلقتها سياسة الإدارة الجديدة».
وأضاف مستعيناً بخطاب على غرار الرئيس السابق ترامب عبر فيه عن خوفه من المهاجرين الذين يتسللون عبرالحدود من الدول ذات الأغلبية المسلمة والفقيرة والمرتبط بعضهم بقضايا إرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى