أخبار اليومتحليلات

مخيم الهول في سوريا قنبلة موقوتة.. والأطفال الضحية الكبرى

العالم مُطالب بإنهاء المعاناة وحسم مصير «عوائل داعش»

خالد جان سيز

تحدياً كبيراً لا يزال يمثّله مخيم الهول للاجئين، الواقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمالي سوريا، قرب الحدود مع العراق، إن كان لجهة الأوضاع الإنسانية لعشرات الآلاف من الموجودين فيه، أو لجهة حسم مصير “عوائل داعش”.
المخيم أُنشئ في الأصل أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية، لإيواء اللاجئين العراقيين، وأُعيد فتحه لاحقاً، عقب غزو العراق عام 2003، بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا.
في أوائل ديسمبر 2018، وفي سياق الحرب الأهلية السورية واستيلاء “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على بلدة الهول، أصبح المخيم، إلى جانب مخيم عين عيسى، مركزًا للفارّين من القتال بين الميليشيات الكردية و”داعش”، فضمّ نحو 10 آلاف لاجئ، و بحلول أبريل من عام 2019، ومع الهزائم المتتالية للتنظيم، بلغ عدد سكان المخيم قرابة 74 ألفاً، 82 % منهم من النساء والأطفال.
قلة من الحكومات الأجنبية استعادت مواطنيها منه، وأُفرج عن عدد من السوريين في الأشهر الأخيرة، ضمن مصالحات قبلية، وهرب عدد غير معروف من المقيمين في المخيم، لكن لايزال عشرات الآلاف فيه، معظمهم عراقيون.
وترفض الأوساط الشعبية عودة عائلات “داعش” المتورطة بالمشاركة بقتل مدنيين في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار ، خلال فترة سيطرة التنظيم على تلك المناطق بين عامي 2014-2017

صعوبة بالغة

وتمثّل إعادة اللاجئين في المخيم إلى دولهم صعوبة بالغة، حيث أصبح العديد من سكانه متطرفين، ويمثّلون تهديداً محتملاً لأوطانهم، وقد لا يكون لدى الحكومات الغربية خطط لإعادتهم.
وأمس، وصف مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، خلال استقباله السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، مخيم الهول بـ “قنبلة موقوتة”، مؤكداً أن “العراق بحاجة إلى حل عملي ونهائي لموضوع المخيم، وبمشاركة المجتمع الدولي، كونه يضم جنسيات متعددة، جميعهم من الإرهابيين”، مبيناً أن “استمرار مخيم الهول على ماهو عليه يمثّل قنبلة موقوتة، بسبب وجود 20 ألفاً من الأطفال والأحداث العراقيين قد يصبحون دواعش ويمثّلون خطراً على العراق والمنطقة، إن لم يتكاتف الجميع من أجل حل هذه المشكلة التي تهدد أمن العراق والمنطقة والعالم”.

نقطة حرجة

وقبل أيام، عبّرت سوريا وروسيا عن قناعتهما بأن على الدول التي يقيم مواطنون منها في “الهول” وغيره من مخيمات اللاجئين شمال شرقي سوريا تفعيل مساعيهم من أجل تنظيم عملية استعادتهم إلى الوطن، محذرتين من أن الظروف هناك وصلت إلى نقطة حرجة وأن “السلطات الكردية فقدت السيطرة فعلياً على المخيم بالتزامن مع زيادة نفوذ تنظيم داعش الإرهابي”.
وينتشر الخوف في المخيم، وأغلب سكانه من العناصر الموالين جداً للتنظيم، يعيشون في أوضاع مزرية، وهناك جرائم قتل مستمرة ومخاطر تواجه السكان الذين يمثّل الأطفال معظمهم، وكان آخر حادث قد وقع في فبراير الماضي حيث نشب حريق مميت أدى إلى وفاة أربعة، هم ثلاثة أطفال وامرأة..
والأطفال في “الهول” لا يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية فقط، بل يواجهون وصمة العار، ويحتاجون إعادتهم إلى أوطانهم الأصلية وإعادة دمجهم في المجتمعات بطريقة كريمة وآمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى