أخبار اليومالشرق الأوسطتقارير

ابنة رفسنجاني: سياسة إيران طائشة تهدِّد دول المنطقة

«الهجمات على السعودية واحتجاز رهائن أجانب شوّها صورتنا»

محمد مجيد الأحوازي
تدخّل إيران عبر ميليشياتها في المنطقة العربية، وتوتر علاقاتها مع دول الخليج، إضافة إلى عدم التزامها القوانين الدولية وضربها عرض الحائط بحريات الإيرانيين وحقوقهم جرّ ت عليها انتقادات واسعة باتت تصدر حتى من داخلها.
فقد انتقدت فائزة هاشمي، ابنة الزعيم الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي تعد من أبرز الناشطات الإيرانيات، وعضوة سابقة في البرلمان، سياسات إيران الخارجية والداخلية، واصفة سياسة بلادها بـ«الطائشة» وبأنها تهدد أمن واستقرار دول المنطقة.
وفي تسجيل صوتي مسرَّب، نشرته وسائل الإعلام الايرانية، قالت فائزة إن «أهم سبب جعل وضع بلادنا يصل إلى هذا المنحدر الخطير وهذه النقطة الحرجة ابتعاد النظام عن رعاية أصول وثوابت القوانين والمبادئ الدولية، إن مغامراتنا السياسية الطائشة بطريقة ما باتت تمثّل تهديداً لدول المنطقة».
فائزة التي عُرفت بانتقادها اللاذع لسياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية، أكدت تضرّر حتى الرياضة الإيرانية من سياسات النظام: «يحق للنوادي والمنتخبات الأجنبية التي ستسافر إلى إيران القلق بشأن سلامة لاعبيها ومدربيها، لأن سلوك إيران في اعتقال واحتجاز رهائن أجانب أو مزدوجي الجنسية ممن يزورون بلادنا شوّه صورة إيران في العالم».
وتابعت فائزة: «المقلق في الأمر أن إيران تدافع عن اعتقالها للأجانب الذين يأتون إلى بلادنا بتهمة التجسس، والسلطات المعنية لم تقدم حتى الآن أي دليل على أن هؤلاء الرعايا الأجانب متهمون بالتجسس بشكل قاطع».
وعن العلاقات المتوترة بين إيران ودول الخليج العربي، رأت فائزة أنها «تمثّل عقبة أخرى أمام الاتحاد والأندية الإيرانية لكرة القدم»، مبينة: «السعودية والبحرين والإمارات ليس لها علاقات جيدة مع إيران، ومن ناحية أخرى، أدت الضربات الصاروخية الأخيرة على السعودية إلى تفاقم العلاقات مع إيران، وأصابع الاتهام في هذه الهجمات الصاروخية تشير إلى إيران».

سياسة قمعية

واعتبرت فائزة أن «تشويه صورة ايران في العالم لا يقتصر على العلاقات الدولية لإيران فحسب، بل إن السياسات الداخلية التمييزية ساهمت في ذلك أيضاً، وإن هذه السياسة القمعية الممارسة داخل ايران ليست بعيدة عن المؤسسات الدولية التي تراقب وضع البلاد، وترى هذه المؤسسات أن النساء الإيرانيات ممنوعات من دخول الملاعب، وهجرة الرياضيين إلى خارج إيران ازدادت بشكل واسع في السنوات الماضية».
وحول عدم احترام مطالب النظام في المؤسسات الدولية، قالت فائزة: «عندما لا نحقق العدالة لأنفسنا ولشعبنا في الداخل، فلا نتوقع أن يكون المجتمع الدولي عادلاً معنا أيضاً».
ومن وجهة نظر فائزة، فإن «معاملة إيران للمؤسسات الدولية تشبه معاملة النظام للمواطنين الإيرانيين، الذين جرى قمعهم في السنوات الأخيرة»، مردفة: «يعتقد المسؤولون في إيران أنه نظراً لأنهم يستطيعون قمع الشعب في الداخل، فإن لديهم أيضاً القدرة على إكراه المؤسسات الدولية وإخضاعها لرغباتهم».
ولفتت فائزة إلى انغلاق الأفق السياسي والاجتماعي في البلاد، مؤكدة أن «إيران على وشك أن تصبح كوريا الشمالية وفنزويلا أخرى في العالم، وأعتقد أنه في بعض المجالات والسياسات نحن متقدمون أيضاً حتى على كوريا الشمالية».
وتنتقد فائزة بشكل مستمر سياسات بلادها الخارجية، خاصة تدخّل النظام الإيراني العسكري في سوريا، وترى أن سياسات إيران الخارجية ساهمت في تفاقم تدهور الوضع الاقتصادي وفرْض العقوبات على البلاد.

إلغاء العقوبات

من جهة ثانية، ومع قرب انتهاء ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد الناطق باسم الحكومة علي ربيعي السعي لإرساء اتفاق مع الغرب خلال الأشهر المتبقية لرفع العقوبات الأميركية، موضحاً أن إلغاءها من أولويات الحكومة للعام الإيراني المقبل، الذي يبدأ الأحد 21 الجاري.
وذكر أن خبراء سوق العمل يقولون إن عدد المشاريع سيزداد العام المقبل، وسيتم تفادي الآثار السلبية للعقوبات، مثل ارتفاع أسعار العملات والاختلال فيه، و«سنكون بالتالي في وضع أفضل من حيث التوظيف، في ما يتعلق بتشغيل المشاريع».
تأتي تلك التصريحات بعد أن اتهم الرئيس الإيراني المعارضة المتشددة بتقويض هدف رفع العقوبات مع اقتراب الانتخابات، معتبراً أن المعارضين عرقلوا الجهود الرامية لرفع العقوبات وأن محاولة أي فصيل أو شخص تعطيل رفع العقوبات ولو لساعة واحدة خيانة كبيرة للدولة.

مؤامرات العدو

إلى ذلك، قال وزير الدفاع العميد أمير حاتمي إن تغيير الحكومة العراقية، وما وصفه بالهجمة الإعلامية على المقاومة في لبنان، والتدخل الأجنبي في سوريا، «اتخذت وتتخذ بهدف التغلّب على إيران، لكننا رأينا في النهاية أن مؤامرات العدو المشؤومة لم تفشل فحسب، بل إن أوضاع المنطقة اتجهت في غير مصلحة أميركا».
وفي ندوة لكبار مسؤولي وزارة الدفاع، أكد حاتمي أنه رغم كل القيود والتداعيات فإن إيران حققت تقدماً ملحوظاً في الصناعات الدفاعية، والقوات المسلحة لعبت دوراً مؤثراً في توازن القوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى