أخبار اليومالشرق الأوسطتقارير

لبنان: الملف الحكومي إلى الإثنين المقبل

لقاء «تهدئة» بين عون والحريري غداة صدام ليلي

بيروت – أنديرا مطر
على شاكلة اللقاءات السابقة، لم يخرج اللقاء الـ 17 بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بنتيجة حاسمة للملف الحكومي، لكنه على الأقل بدد الأجواء المشحونة بين الطرفين، التي خلفها تبادل الرسائل الليلية، حيث دعا عون الحريري الى التأليف او الاعتذار، ليرد عليه الأخير بالدعوة الى تسهيل التشكيل او الاستقالة والافساح بالمجال امام انتخابات رئاسية مبكرة.
خمسة أشهر من المفاوضات والجولات واللقاءات، تخللتها مبادرات خارجية ومحلية سقطت الواحدة تلو الأخرى، لم تؤد الى خرق في الملف الحكومي.
الطرفان على موقفيهما، عون يتسلح بوحدة المعايير في مقابل تمسك الحريري بحكومة «اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها ووقف الانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون».
هذه العناوين اكدها الحريري أمس اثر لقائه عون، مشيراً الى أنه تحدث عن تطلعاته لحكومة من 18 وزيراً. وقال «هدفنا هو وقف انهيار الليرة، وتشكيل الحكومة ضروري لإيقاف الانهيار بالتعاون مع البنك الدولي». وأضاف الحريري: «استمعت لملاحظات الرئيس، واتفقنا على أن نجتمع مجددا يوم الإثنين المقبل في لقاء آخر، لكي نتمكن من الخروج بشيء واضح، حيث ستكون هناك بعض الأجوبة الأساسية حول كيفية الوصول إلى تشكيلة حكومية في أسرع وقت ممكن».
مصادر إعلامية كشفت ان الحريري وأثناء لقائه عون أعاد طرح التشكيلة القديمة الخالية من أسماء وزراء «حزب الله»، ولفتت هذه المصادر إلى أن رئيس الجمهورية طالب الحريري بأفكار جديدة يحملها يوم الإثنين المقبل لمناقشتها وبلورة ما سينتج عن هذا الاجتماع.
وأشارت المصادر الى ان الحريري تواصل ليلاً مع المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تواصل بدوره مع دوائر القصر الجمهوري، فتمّ تحديد موعد مبدئي للحريري عند الساعة 11 من قبل ظهر أمس، الا ان عون عاد وأجل الموعد الى الثالثة من بعد الظهر، لكي يتسنّى له إجراء اتصالاته، خصوصاً مع صهره رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل.
وبانتظار يوم الإثنين أو يوم الحسم، وفق مصادر سياسية، سيكون للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلمة اليوم تتناول الملف الحكومي في ظل معطيات تفيد بأن حزب الله ابلغ الأطراف المعنية بضرورة التوصل الى تفاهم سريع، تجنباً لادخال البلاد في فوضى أمنية واجتماعية، إضافة الى ان تفاقم الأوضاع المعيشية جراء ارتفاع سعر صرف الدولار بات يشكّل احراجا كبيرا للحزب داخل بيئته سياسيا وشعبيا.
وتكشف المصادر ان لقاءات واتصالات عدة جرت الأسبوع الماضي بين مسؤولين في الحزب والنائب باسيل، بهدف إقناعه بالتخلي عن الثلث المعطل من دون التوصل الى نتيجة. ويأتي هذا التحرك غداة زيارة وفد الحزب الى موسكو. وفي هذا الاطار، التقى سفير روسيا في بيروت ألكسندر روداكوف النائب باسيل.

الدولار ينخفض


على وقع التأزم السياسي، تتسارع وتيرة الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي. والمواطن ضحية ارتفاع الدولار الذي دخلت فيه العوامل الاقتصادية والمضاربة، فكما ارتفع الدولار بشكل مفاجئ في الساعات الاخيرة الى حدود زادت عن 16 الف ليرة للدولار الواحد، عاد وانخفض أمس بشكل مفاجئ ايضاً الى حدود 13500 ليرة، من دون ان يقدّم احد مبرراً لا للارتفاع ولا للانخفاض. علماً بأن كل الخبراء الاقتصاديين والماليين يجمعون على أن رفع الدولار في الأيام الاخيرة سياسي ونفسي، ويزيد بضعفين عن سعره الطبيعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى