أخبار اليومتقارير

روسيا تريد اعتذاراً أميركياً.. و3 سيناريوهات للرد

بوتين لبايدن: القاتل من يصف الآخر بذلك.. كن معافى

ولاء عايش

يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن، صاحب خيار الدبلوماسية في التعامل مع الشؤون الخارجية، قد غير المسار، عندما وافق على وصف نظيره الروسي بالقاتل.
الاتهام الخطير وغير المسبوق من البيت الأبيض صعّد المواجهة بين موسكو وواشنطن وتصدر عناوين الملفات الدولية وأثار الاستغراب بتزامنه عشية عقد مؤتمر في موسكو حول الوضع في أفغانستان.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يلتزم الصمت، ورد على بايدن قائلاً: «القاتل من يصف الآخر بذلك، ويتعين على الولايات المتحدة أن تحسب حساباً لموسكو، تظن واشنطن أننا مثلها ولكن لدينا شفرة جينية مختلفة». وأضاف بوتين: «بشأن تصريحات زميلي الأميركي فماذا أرد عليه؟ سأقول له: كن معافى! أتمنى له الصحة»، مشيرا إلى أنه قال ذلك ليس سخرية أو مزاحاً. كما أشار إلى أن هناك العديد من الأشخاص الشرفاء والمحترمين في الإدارة الأميركية، وروسيا ستعتمد عليهم.

التشاور لمراجعة العلاقات

الكرملين من جانبه، أعلن أن موسكو ستتعامل مع واشنطن انطلاقا من حقيقة أن بايدن لا يرغب في تحسين العلاقات، واعتبر التصريحات الأخيرة سيئة للغاية ولا سابق لها.
وأكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أنه تم استدعاء السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف للتشاور ومراجعة العلاقات مع واشنطن. زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف هو الآخر وصف التصريحات بأنها استفزاز موجه إلى كل مواطن روسي وتمثل فظاظة دبلوماسية غير مسبوقة. فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن بلادها تبحث ترميم العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن المشاورات لن تكون فقط في وزارة الخارجية، ولكن في مختلف الوزارات، وستستغرق الوقت الذي يجب أن تستغرقه.
سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي أكد هو أيضاً أن توسيع واشنطن عقوباتها ضد بلاده لا يزيد من فرص تطبيع العلاقات الثنائية. أما قسطنطين كوساتشوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي أكد أن استدعاء سفير موسكو لن يكون آخر خطوة، إذا لم تفسر تصريحات بايدن وتم الاعتذار عنها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسقط قنبلة في أي مكان من العام كل 12 دقيقة.

سيناريوهات محتملة

في المقابل، أكدت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض أن روسيا ستحاسب على أفعالها، وأضافت إن علاقة بايدن مع موسكو ستكون مختلفة تماما عما شهدته البلاد خلال السنوات الأربع الماضية في عهد ترامب. وعقبت الخارجية الأميركية على استدعاء السفير الروسي، مشيرة إلى أن واشنطن تعي التحديات التي تشكلها روسيا، وستتمكن من محاسبتها على نشاطاتها الخبيثة.
في هذا الصدد، أكد محللون أن الاحتقان الأميركي تجاه روسيا مزمن، لا سيما فيما يتعلق باتهامها الدائم بالتدخل في شؤونها الداخلية والانتخابات، إلا ان تصريح بايدن الأخير قد يدخل البلاد في 3 سيناريوهات على المدى القصير.
ووفق مركز خبراء رياليست الروسي، يتمثل السيناريو الأول بامتناع موسكو عن إرسال سفيرها لواشنطن في القريب العاجل، والتحرك الثاني هو اتخاذ قرار بطرد السفير الأميركي، وأخيراً سيناريو حجب المواقع الأميركية الشهيرة داخل روسيا، منها تويتر.
لكن المركز يعتقد، ضمن سيناريو مغاير، بأن «الولايات المتحدة هي ليست البيت الأبيض»، فهناك مؤسسات الحكم الأخرى أو ما يسمى بالدولة العميقة، والتي قد تعمل على التهدئة.

لقاء مع الصين

بالتوازي مع توتر العلاقات مع موسكو، تسعى بكين إلى عقد اجتماع بين بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ في أبريل، إذا تمكن البلدان من الخروج بمحادثات مثمرة خلال لقاء ألاسكا. ونقلت وكالة بلومبيرغ أن اجتماع الرئيسين سيبحث مكافحة تغير المناخ والحد من الانبعاثات والاحتباس الحراري. ويمنح الاجتماع الجانبين فرصة لإعادة ضبط العلاقة المضطربة بينهما، والتي تتعلّق بملفات عدة، أبرزها تطوير التكنولوجيا وحقوق الإنسان والتجارة والقيادة العسكرية في آسيا.
وفي تعيين تاريخي سيمثل ضربة للصين، صوّت مجلس الشيوخ على تنصيب كاثرين تاي من أصول صينية الممثلة التجارية لإدارة بايدن. وبذلك من المحتمل أن تزيد تاي من تعقيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين واشنطن وبكين، خصوصاً أنها معروفة بانتقاداتها للسلطة في الصين.
في السياق، أصدرت وزارة التجارة الأميركية مذكرات لاستدعاء شركات اتصالات صينية، في إطار مراجعة أخطار محتملة على الأمن القومي.

كوريا الشمالية: لا حوار

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكين أن الإدارة الجديدة تعتزم الانتهاء خلال أسابيع من مراجعة سياسة بلاده بشأن كوريا الشمالية. وأوضح أنها ستتضمن الضغط والخيارات الدبلوماسية. بيونغ يانغ بدورها أعلنت أنها ستتجاهل أي محاولة من واشنطن للاتصال بها، وقالت:«إنها لم تسمع من النظام الجديد في الولايات المتحدة سوى النظريات المجنونة، وستتجاهل محاولات الاتصال حتى تسقط السياسات العدائية».

إحياء العلاقات مع الفلسطينيين

في سياق آخر، تعكف إدارة بايدن على صياغة خطة تهدف إلى إحياء العلاقات مع الجانب الفلسطيني. وأفادت وكالة رويترز بأن هذا القرار لا يزال يدرس وقد يتشكل في نهاية المطاف للتراجع عن جوانب سار بها ترامب سابقاً. وتسعى الإدارة الجديدة إلى تعزيز الحرية والأمن والازدهار للكيان الصهيوني والفلسطينيين في المدى القريب.
كما قد يتم الإعلان عن مساعدات بقيمة 15 مليون دولار للفلسطينيين بحلول نهاية مارس للتصدي لوباء كورونا.

ثروة ترامب تتراجع

أفاد مؤشر بلومبيرغ للثروات بتراجع ثروة ترامب من 700 مليون دولار إلى 2.3 مليار دولار. وذلك بعد أن تضررت منشآته الفندقية الفاخرة، ومنتجعاته السياحية بانتشار وباء فيروس كورونا، وفقدت نسبة كبيرة من إيراداتها. كما تعرض أسطول طائراته وملاعب الغولف التي يملكها إلى الانتكاسة نفسها. هذا، ويخضع الرئيس الجمهوري حالياً إلى تحقيق جنائي يبحث في معاملاته المالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى