فساد النظام يطاول خبز السوريين.. كميات قليلة وجودة مفقودة
مناطق موالية للأسد ترفع الصوت: «حتى الرغيف لم يسلم منكم أيها اللصوص»

مع بداية انتشار وباء كورونا اعتقد كثيرون أنه سيعمل على تجميد الصراعات والحروب في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما في سوريا، لكن الصراعات لا تزال مستمرة، بل تفجّرت عنها أزمات أكثر ألمًا، فمن لم يمت بالحرب مات بالعدوى او من الجوع.
سوريا مثال على مأساة لا تنتهي، ربما هي سيناريو مصغر عن مآسي الحرب العالمية الأولى، وباء منتشر على امتداد الخريطة السورية، مُزيداً من معاناة الكوادرالطبية القليلة أساساً، وحاصداً المئات من الارواح، فيما اللقاح، وإن وصل البلاد الممزقة، قد لا تستطيع مناطق كثيرة الحصول عليه لأسباب عسكرية وسياسية.
فساد النظام يطاول الخبز
وفيما يخفي النظام السوري أعداد الإصابات الفعلية بالفيروس وحصيلة هذا الوباء، إلا أنه لا يستطيع أن يخفي أزمة أخرى شكلت وجهًا جديداً للصراع.
قبل 10 سنوات، كانت سوريا بلداً مصدراً للقمح، لكن بسبب سياسة النظام السوري، لم يبق شيء على حاله، وبات نحو 9.3 ملايين سوري يعانون أزمة غذائية حادة بسبب نقص الطحين، ولم يعد يقتصر الحديث عن صعوبة الوصول إلى الخبز، بل بات الموضوع الأهم هو الحصول على خبز صالح للأكل.
امتدت الأزمة خلال الأيام الماضية لتطول الجودة والكمية التي تطرح في الأسواق، لا سيما في مناطق سيطرة حكومة الأسد.
وتردت جودة الخبز لأدنى مستوى، على نقيض ما صرح به مسؤولون حكوميون، وعليه تعالت أصوات المحتجين في بلدات عدة موالية للأسد، مطالبين بحلول تنهي هذ الأزمة.
في بلدة قمحانة بوابة حماة، التي تعد من أبرز المدن الموالية للنظام، وغالبية شبانها يقاتلون في صفوف قواته رفع عدد من أهاليها الصوت عالياً ضد النظام، ورفعوا لافتات كتب عليها: «أيها اللصوص، حتى رغيف الخبز لم يسلم منكم».
وتكررت مؤخرًا شكاوى أهالي البلدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وقلة في ضخ المياه وارتفاع الأسعار، ناهيك عن نقص الطحين وأزمة الوقود.
في اللاذقية، أكد صاحب أحد الأفران أن إنتاج الفرن انخفض لديه بشكل ملحوظ، واضطر لتخفيض عدد الربطات للعائلات الكبيرة.
أما طرطوس، فقد شهدت المدينة طوابير مضاعفة أمام الأفران لساعات متواصلة، وسط استياء شعبي متواصل. وفي السياق، قال أحد المواطنين: «صاحب الفرن بقلي مالك من الضيعة لأعطيك خبز، شو أنا جاي من تل أبيب، المعتمد يلي ببيع خبز بقلنا ما عندي خبز، بالشام المواطن مسموح يأخذ الخبز عن طريق الفرن، وبطرطوس ممنوع، ومسموح عن طريق براكيات المعتمدين اللي بيتحكموا فينا».
حتى إن أحد الأهالي صرح أن نوعية الخبز وصلت إلى حالة يرثى لها قائلاً: «حتى الكلاب أصبحت تعاف هذا الخبز».
وتفاقمت الأزمات الاقتصادية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وارتفعت أسعار السلع الغذائية، لا سيما الخبر، وتقلصت الكمية المقدمة للمواطن بعد حصر توزيعها بحسب عدد أفراد الأسرة عن طريق ما يسمى البطاقة الذكية. ووفق احصاءات، سجل سعر ربطة الخبز 1000 ليرة سورية، لغير الراغبين في الوقوف واﻻنتظار على نافذة الأفران، بينما سعر ربطة الخبز المدعوم التي تحتوي على 12 رغيف سعرها 100 ليرة، ويتم الوقوف لحجز دور من قبل الفجر وقد يحصل الشخص على ربطة خبز وقد لا يحصل بسبب قلة الكمية.
طلال البرازي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام قال إنه لا يوجد مبرر أو سبب لوجود أزمة خبز، فما حصل ناجم عن سوء تصرف بعض المعتمدين، وتمت معالجة الوضع.