الشرق الأوسط

إسرائيل تتأهب.. وترى في الحرب مكسباً

طلبت المزيد من مقاتلات «إف-35»

ولاء عايش

مرَ يوم 3 يناير بسلام على اسرائيل، ففي الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني، لم تنفذ أي ضربة عسكرية في المنطقة بعد، ولا تزال كلٌ من واشنطن وطهران وتل أبيب تتسابق مع الوقت لاستغلال آخر أيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. البعض اعتبر أن الأخير سيقوم بمغامرة ضد ايران تجعله يؤخر تسليم السلطة الى جو بايدن، في حين اعتبر آخرون أن التصعيد سيكون من حصة تل أبيب التي تحتاجه لأسباب عدة.
ترى تل أبيب أن ذهاب ترامب سيقلل من هوامش الحركة العسكرية لها في المنطقة، كما سيقلل من حجم الضغوط على أعدائها وبالتالي سيعزز مكانتهم، لذا يجب استغلال الأيام القليلة المتبقية لتنفيذ ما يجب تنفيذه، وتفعيل التوتر الحالي في المنطقة بتحويله إلى اشتباك عسكري. وفق مصادر مطلعة إن ذلك أمرٌ سيحقق مكاسب جدية لدولة الاحتلال، ناهيك عن أسباب أخرى تدفع اسرئيل باتجاه التصعيد السريع أيضا منها:
– انسحاب القوات الأميركية من سوريا والعراق لن يطول، لذلك فإن الردع الذي تحققه هذه القوات ضد طهران يجب استغلاله اسرائيليا.
– إقحام الولايات المتحدة في معركة مع إيران أو مع حلفائها في حال قررت طهران الرد على أي عمل اسرائيلي.
– استهداف قدرات عسكرية نوعية لإيران وبالتالي إضعاف القوى العسكرية التي تحاصر اسرائيل وعرقلة مسيرة تطورها.
– سيسبب رحيل ترامب لنتانياهو مأزقاً سياسياً، وعليه هو مضطر لاستعادة الاستقطاب الحاد الداخلي لحماية نفسه من قضايا الفساد.

شراء أسلحة

بعد أسابيع من توقيع إسرائيل اتفاقاً مع الجانب الأميركي، لضمان تفوقها العسكري في المنطقة، كشف بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي أنه طلب شراء سرب إضافي من مقاتلات الشبح «إف-35» من الولايات المتحدة.
وقال غانتس: «في الوقت الحالي لدينا سربان من إف-35، أعتقد أننا سنتوسع في ذلك، هذا ما طلبته من الأميركيين.. أود شراء سرب آخر من إف-35».
صحيفة يديعوت أحرونوت أوضحت أن واشنطن وافقت على قائمة إسرائيلية تضمنت سرباً جديداً من مقاتلات إف-35، وأحدث طرازات إف-15، وطائرات هليكوبتر من طراز في-22، قادرة على الاضطلاع بمهام خاصة، بعيدة المدى وقنابل ذكية. واستدركت أن هذه الصفقة الجديدة تواجه مشاكل في التمويل.

تأهب فقط

وفيما تواصل كل من اسرائيل والولايات المتحدة تعزيز قدراتهما العسكرية المشتركة، تعمل إيران على تغييرات تكتيكية ودفاعية للانتقام ورد الصاع صاعين، حسن نصر الله يتفاخر، وقطاع غزة أجرى مناورة عسكرية، رغم ذلك يرى تال ليف رام، وهو صحافي وضابط اسرائيلي مخضرم أنه لا يبدو أن أحدا من اللاعبين لديه مصلحة حقيقية في مواجهة عسكرية في هذا الوقت،
موضحاً في صحيفة معاريف حقيقة هذه الرؤية، وقال إن كل طرف من لاعبي المنطقة يحاول من خلال نقل الرسائل، وتحريك أسلحة الحرب، كبح الجانب الآخر، لأنه في اختبار الواقع كل الأطراف لديها الكثير لتخسره، وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت الرسائل الصادرة من البيت الأبيض وإسرائيل تجاه إيران منسقة تماما، كجزء من حملة مشتركة تهدف لإحباط نوايا الإيرانيين بالانتقام، وتنفيذ خطط ضد قواتهما.
وبالنسبة لإيران فقد امتلأت كأسها بالكامل، لا سيما بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، ووفق رام يتطلب الرد بإجراءات مهمة ضد تل أبيب لذا حساب إيران المفتوح مع إسرائيل يتم في محور منفصل تماما عن تطورات المنطقة العسكرية.
وتتوقع إسرائيل أن يأتي الخطر من اليمن أو العراق، لذا تستعد البلاد لسيناريوهات أخرى على الصعيدين العسكري والاستخباراتي، فلدى تل أبيب معلومات تفيد بأن إيران طورت طائرات مسيرة وصواريخ قد تصل إليها من اليمن من خلال الحوثيين، الذين بدأوا مؤخرا بإطلاق تهديدات ضدها خاصة في إيلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى