آراء أجنبية

الغارديان: ترامب مُصرٌّ على تقويض الديمقراطية

نجح في الهيمنة والخداع وانتهاك القوانين

لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مُصرّ على فوزه بالانتخابات الرئاسية وأن الديمقراطي جو بايدن لم يفز بشكلٍ عادل، ولا تزال الوقائع تؤكد هزيمته.
جورجيا، الولاية التي لم تعد متأرجحة بعد، قررت أن تسقط ترامب مجددا. لكن هذه المرة ليس بنتيجتها المحسومة، وإنما بتسريب لمكالمة استمرت 60 دقيقة، كشفت فصلا جديدا وربما أخيراً في خطة التآمر على العملية الديمقراطية في البلاد.
60 دقيقة كاملة، حاول ترامب خلالها الضغط على براد رافنسبيرجر سكرتير جورجيا الجمهوري، مطالبا إياه بإيجاد أصوات كافية لإلغاء هزيمته.

تقويض الديمقراطية

صحيفة الغارديان البريطانية علقت في افتتاحيتها على محاولات ترامب الحثيثة في قلب نتيجة الانتخابات، وقالت إنه لن يستسلم بل سيحاول الأخير جاهدا تقويض الديمقراطية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، إن كان خلال تصويت مجلسي الشيوخ والنواب في 6 ينايرأو تسليم السلطة رسمياً لبايدن في الـ 20 منه.
وبدعم من الرئيس سيعارض 11 عضواً جمهوريًا في مجلس الشيوخ مصادقة الكونغرس على فوز بايدن، الأربعاء المقبل، فرصة ضئيلة وربما متلاشية، ولكن لن يدعها السيد ترامب تضيع.
لمصحلة أميركا يجب أن يخسر هذا الرجل، ففي نهاية المطاف ترامب هو شخص ديماغوجي كلاسيكي ستؤدي ولايته إلى انهيار الأعراف السياسية وتفجيرصراع أهلي، حتى أنه حضّ مؤيديه السير في نهجه، فمن المتوقع أن تؤدي تظاهرات الـ 6 من يناير إلى احتجاجات وأعمال عنف، وبرأي ترامب تؤدي هذه الطريق لاستيلاء استبدادي.
ومنذ دخول ترامب حلبة الرئاسة، نجح في زعزعة السباق والهيمنة بشكلٍ طاغ على حساب الآخرين، بسبب لسانه اللاذع، وشراسته، وطبعا بسبب ثرائه ونرجسيته. مثله مثل المصارعين القدامى في “الكولوسيوم” الروماني الذي لا يرحم خصومه ولا يؤمن بأسرهم بل بالقضاء عليهم، لذا لا يزال يرفض الخسارة ولا يتحمل فكرة أنه هزم في انتخابات نزيهة، ويمضي قدماً دون استسلام.

مكافأة لا عقاب

رغم جميع أفعال ترامب وانتهاكه التقاليد والقوانين والآداب العامة إلا أنه لم يعاقب بل على العكس، حصل على المكافأة حتى أصبح يشعر أنه يستطيع الإفلات من أي عقاب، وما على الحزب الجمهوري إلا لوم نفسه واحتضانه “الترامبية”، وهي أيديولوجية طفيلية تهدد بالسيطرة.
وفي السياق، ترى الصحيفة أن ترامب قد تخلى عن حجة القوة واستبدلها بقوة الجدل في الانتخابات الأميركية، وبمساعدة منصات التواصل الاجتماعي استطاع بناء جمهورية مضادة مفعمة بمشاعر الخوف والغضب، حتى باتت الولايات المتحدة غارقة في الاشتراكية والقيم الليبرالية. يبيع السيد ترامب معركته الوهمية على أنها معركة ضرورية.
وفي الختام حضّت الصحيفة السياسين في الولايات المتحدة على التخلي عن “فاتنازيا” ولاية ثانية لترامب، فالتشكيك بنتائج الانتخابات دون أي دليل على حدوث خطأ هو تهديد لفكرة الليبرالية الديمقراطية. وستجعل أميركا أسيرة للأكاذيب في وقت تواجه فيه مشكلات واضحة بشكل مؤلم. لا أحد خارج فلك ترامب يعتقد أن واشنطن بحاجة إلى حفل تنصيب منافس في الـ 20 من يناير، فترامب لا يتبنى الفوضى للتعبير عن رفضه فقط، بل يحاول أيضا تقويض النظام الذي هزمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى