أخبار اليومالشرق الأوسطتقارير

تضامن عالمي مع السعودية ضد هجوم الحوثيين

الجبير: كل الصواريخ والمسيَّرات مصنوعة في إيران أو مورَّدة منها

خالد جان سيز

تستمر إيران في دعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لمواصلة هجماتهم على السعودية والشعب اليمني.
وفي أحدث هجوم، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، اعتراض وتدمير مسيَّرة مفخَّخة أطلقتها ميليشيات الحوثي تجاه مدينة خميس مشيط في السعودية، مشدداً على أنه يتخذ جميع الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين من الاعتداءات الإرهابية.
والجمعة، أعلن مسؤول في وزارة الطاقة السعودية تعرُّض مصفاة تكرير البترول في الرياض لاعتداءٍ بطائراتٍ مُسيّرةٍ، نجم عنه حريق تمت السيطرة عليه، ولم تترتب على الاعتداء إصابات أو وفيات، كما لم تتأثر إمدادات البترول ومشتقاته.
ودانت الولايات المتحدة الهجوم، واصفة إياه بمحاولة «إعاقة إمدادات النفط العالمية». كما دان الاتحاد الأوروبي الهجوم، مؤكداً أن التصعيد المستمر من قبل الميليشيات الحوثية في اليمن وحوله يقوض جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «موسكو تدين بشدة الهجوم الحوثي، وتدعو إلى التخلي فوراً عن العمليات العسكرية التي تؤدي إلى تدمير البنى التحتية المدنية».
ودانت دول عدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصفاة تكرير البترول في الرياض، حيث أكدت الكويت أن تكرار هذه العمليات الإرهابية تهديد مباشر لإمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي وتحديا مباشراً للقوانين الدولية والإنسانية، كما نددت الإمارات بهذا العمل الإرهابي والتخريبي، وجدّدت مصر وقوفها بجانب المملكة.
بدورها، شددت البحرين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته في إدانة الأعمال الإرهابية الإجرامية، بينما اعتبر الأردن أن أي تهديد لأمن المملكة هو تهديد لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، واعتبرت قطر استهداف المنشآت والمرافق الحيوية ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية.
كذلك، دانت جيبوتي ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي الهجوم وتهديد أرواح المدنيين.

دور إيران

من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير ان كل الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في السعودية مصنوعة أو موردة من قبل إيران، مردفاً أن الهجمات الأخيرة على منشآت «رامكو» السعودية لها صلات بإيران.
وفي مقابلة أجراها مع موقع «عرب نيوز»، ذكر الجبير: «ليس هناك اختلاف بين إدارة بايدن وإدارة ترامب بما يتعلق بالتزامات واشنطن تجاه الدفاع عن السعودية. لقد جعلت إدارة بايدن الأمور واضحة جداً بأنها ملتزمة بالدفاع عن السعودية وملتزمة بحماية السعودية من التهديدات الخارجية»، مشيراً إلى أن كلا الرئيسين واصلا التأكيد على بيع الأسلحة الدفاعية للسعودية لتحمي نفسها.
وأكد الوزير السعودي أن العلاقة بين الرياض وواشنطن تمتد لـ80 عاماً، ولعبت دوراً بارزاً في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، واصفا العلاقات بـ«الإستراتيجية».

كوريا الشمالية

إلى ذلك، أشار تقرير لموقع «ناشيونال إنتريست» إلى وجود أسلحة كورية شمالية في ترسانة الحوثيين، وصفها بالـ«متطورة».
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير الماضي، فقد استأنفت كوريا الشمالية وإيران التعاون في تطوير صواريخ بعيدة المدى عام 2020.
وقال التقرير إن «الخبراء يحققون في جهود وزارة المعدات العسكرية الكورية الشمالية والمؤسسة الكورية التجارية لتطوير التعدين، لتزويد جماعة الحوثي اليمنية بأسلحة تقليدية وصواريخ باليستية».
وأشار الموقع إلى أن «الحوثيين استولوا على صواريخ سكود من مستودعات الجيش اليمني، التي أنتجها الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى صواريخ سكود الكورية الشمالية التي يطلق عليها اسم Hwasong-6s».
وفي السياق نفسه، أشارت وكالة «رويترز»، إلى دعم كوريا الشمالية لجماعة الحوثيين، في إطار تغطيتها لتقرير الخبراء في الأمم المتحدة عام 2018.
وقدّمت دولة، لم يتم تحديدها في التقرير، للخبراء رسالة بتاريخ 13 يوليو 2016، وهي لـ«زعيم حوثي يدعو الكوريين الشماليين للاجتماع في دمشق، لمناقشة مسألة نقل التكنولوجيا والمسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك»، حسب رويترز.

جبهة العراق

في العراق، حيث عملت إيران على بناء شبكة قوية من الوكلاء والحلفاء، تحرّكهم لاستهداف قواعد للقوات الأميركية، هدد المسؤول الأمني لـ «كتائب حزب الله» أبو علي العسكري بمواصلة استهداف القوات الأميركية.
وفي وقت يكرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تمسّكه بعدم إدخال البلاد في نزاع المحاور، في إشارة إلى الصراع بين إيران والولايات المتحدة، قال مسؤول حكومي بارز في الحكومة العراقية، مقرب من رئيس الوزراء، إن «الكاظمي محاصَر الآن، إيران والقادة الموالون لها في العراق يساومونه، إما أن يطلب خروج القوات الأميركية من البلاد، وإما أن يسعوا لإنهاء مستقبله السياسي».
وظهر رئيس الوزراء أخيراً بتصريحات غاضبة، توضح مدى استيائه من الضغوط التي يتعرض لها، وصرح بأنه «لن يقبل الإملاءات من أي لاعب إقليمي بخصوص وجود القوات الأميركية في العراق».
من جهتهم، أكد قادة عسكريون وسياسيون ومسؤولون عراقيون أن التنافس بين أجهزة المخابرات الإيرانية في العراق يلقي بظلاله على المشهد الأمني في البلاد، ويؤدي إلى تعميق الخلافات بين حلفاء طهران.
وذكر تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن التعليمات تنتقل من إيران إلى شبكة الحلفاء في العراق عبر 4 أجهزة استخبارات، مبيناً أن شبكة إيران في العراق خدمتها طوال 15 عاماً، لكن الاختلاف في التوجهات والرؤى والأهداف بين أجهزة الاستخبارات الأربعة في الأسبوعين الماضيين، وتنافسها الشديد، خلّفا فوضى تمثل خطراً على العراق، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على إيقاع التفاوض حول «النووي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى