بايدن يكشف دبلوماسيته: لا تهاون مع الصين وروسيا
محادثات ألاسكا بين واشنطن وبكين.. حادة لكن صريحة

فبعد شهرين على توليه مهامه، كشف الرئيس جو بايدن أسلوبه الدبلوماسي في تعامله مع كبار منافسي واشنطن خلال ولايته وكشف عن نهج لا مساومة فيه حيال موسكو وبكين. وقال توماس رايت من معهد بروكينغز في واشنطن إن سلف بايدن دونالد ترامب «كان لديه بعض التعاطف الشخصي مع حكام مستبدين أقوياء وكان معجبا بهم».
لكن إدارة الديموقراطي المخضرم «قلقة من أن الاستبداد مستمر، وتعتقد أن الديموقراطيات في حاجة إلى العمل بشكل أوثق معا للتصدي لذلك».
توقع الخبراء أن تتبع إدارة بايدن نهجا تقليديا، لكن حتى الآن أثار أسلوب بايدن الحاد دهشة البعض.
في جديد حرب بايدن وبوتين الكلامية، رد الرئيس الأميركي بشأن عقوبات محتملة على روسيا قائلاً:«ستأتي»، كما أكد أنه سيلتقي نظيره في وقت ما. وكان الكرملين قد أكد بدوره أن عرض بوتين إجراء محادثات مباشرة على الإنترنت مع الرئيس الأميركي لا يزال قائماً. وعن حديث بدء حرب باردة جديدة، قال الكرملين «نطمح دائما للأفضل لكننا نستعد للأسوأ».
إلى ذلك دعا رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان الروسية بايدن، إلى التصرف كرجل والاتصال بنظيره الروسي. وقال: «تصرف كرجل يا جو! تحمل مسؤولية كلامك ولا تهن نفسك، اقبل اقتراح بوتين..».
حاد لكن بناء
إلى الصين ومحادثات ألاسكا تحديداً، أوضح مسؤولون أنها كانت أقرب إلى مصارعة منه إلى حوار دبلوماسي، ولكنها كانت بناءة. وتبادل الجانبان خلال يومين في مدينة أنكوريج بألاسكا انتقادات حادة على خلفية ملفات حقوق الإنسان والطموحات الجيوسياسية.
قد يكون الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن الدبلوماسي المحنك، الذي لم يعرف عنه أنه متهور إطلاقا، انتقد نظراءه الصينيين منذ البداية مع افتتاح المحادثات في ألاسكا. وأمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية، قال بلينكن إن تصرفات بكين «تهدد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي»، وأفاد بأن إستراتيجية بكين كانت دفاعية، كما كان متوقعا مؤكداً استعداد واشنطن للتشاور مع الصين حول عدة قضايا، من بينها كوريا الشمالية وأفغانستان وإيران وحقوق الإنسان. أما مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان فقد وصف المحادثات بالصعبة والمباشرة، قائلاً إن واشنطن ستواصل العمل مع الصين من خلال الدبلوماسية.
توتر وخيارات
بالتوازي مع توتر العلاقات مع روسيا والصين، علاقة واشنطن بأنقرة ليست أفضل حالاً. إذ ظهرت مساعٍ جديدة قد تؤزم المشهد أكثر من خلال مطالبة مجلس الشيوخ الأميركي واشنطن الاعتراف رسمياً بإبادة الأرمن. وحث ائتلاف من الحزبين الديموقراطي والجمهوري بايدن على أن يصبح أول رئيس أميركي يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية.
إلى بيونع يانغ، أوضح معهد أبحاث كوريا للإستراتيجية الوطنية في سيول أن كوريا الشمالية قد تحاول الدخول من جديد في المفاوضات النووية. ويتفق معظم الخبراء على أن كوريا الشمالية ستحاول في نهاية المطاف العودة إلى المفاوضات لمحاولة كسب المساعدة، لكنهم يختلفون حول توقيت استئناف المحادثات وما ستتطلَّبه. ومن المُرجَّح أن تتجنَّب استفزاز إدارة بايدن، لأن أولوية كيم جونغ أون هي ترسيخ بلاده بهدوءٍ كقوةٍ نووية.
في ما يخص أفغانستان، أوضحت «التلغراف البريطانية» أن خطة بايدن للانسحاب من البلاد قد تتعرقل وتصعب لذا أمامه خياران؛ الأول هو أن يأمر بتنفيذ الانسحاب الأميركي في الموعد المحدد أي الأول من مايو، والثاني، إبقاء قواته لدعم القوات الحكومية إلى انعقاد محادثات سلام بين البلاد وطالبان.
وبالتزامن مع زيارة لويد أوستن وزير الدفاع الأميركي إلى الهند، المحطة التالية في جولة إقليمية بدأها الأسبوع الماضي، حذرت مجلة فورين بوليسي من أن صفقات بيع الأسلحة الروسية إلى الهند ربما تعكر صفو العلاقات العسكرية المزدهرة، وتحد الشراكة الدفاعية بين نيودلهي وواشنطن على الرغم من أن نيودلهي شريك استراتيجي لواشنطن.