تقارير

مصدر لـ«القبس»: كاظمي بغداد وروحاني طهران.. ينسّقان

محمد مجيد الأحوازي –

لم يكد سيناريو انتشار ميليشيا «عصائب أهل الحق» في بغداد ينتهي، نتيجة حزم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حتى سارعت «كتائب حزب الله» إلى تهديد الكاظمي مجدداً بالحل العسكري، ناصحة إياه بعدم اختبار صبرها.
ويبدو أن ذلك التهديد جدي إلى حد ما، حيث ربط مراقبون بينه وبين ما كشفت وسائل الإعلام الإيرانية عنه، بشأن زيارة وفد عراقي برئاسة جهاد الهاشمي طهران، مبعوثاً من قبل الكاظمي.
وكان لافتاً في بيان «الكتائب» الذي هدد بإسقاط حكومة الكاظمي ذكر جهاز الاطلاعات (الاستخبارات) الإيراني وأنه لن يحمي الكاظمي في حال قررت «الكتائب» التحرك ضد الكاظمي، في إشارة إلى دعم حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني لرئيس وزراء العراق.
وذكرت مصادرمطلعة من طهران للقبس أن الكاظمي يتمتع بعلاقات جيدة مع روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف، وكانت حكومة روحاني من أكبر الداعمين له، على عكس موقف الحرس الثوري، الرافض لرئاسة الكاظمي للحكومة العراقية منذ اليوم الأول .
وتصف وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من «الحرس» الكاظمي بأنه مقرب من واشنطن، خاصة بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في العراق، فحينها حاول روحاني أن يلعب دوراً بارزاً في العراق، في ظل غياب سليماني عن الساحة.
واضافت المصادر الإيرانية أن الخلافات بين حكومة روحاني المتمثلة بحهاز الاطلاعات والحرس الثوري حول العراق انعكست بالفعل على موقف الميليشيات العراقية المقربة من «الحرس» مثل «الكتائب» و«العصائب» من الوضع السياسي والأمني في العراق.
وتتجنب حكومة روحاني أي تصعيد عسكري يستهدف المصالح الأميركية في العراق، خاصة في ظل وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، فقد هدد الأخير بالرد العسكري المباشر على إيران حال استهدافها مصالح واشنطن في العراق، بينما للحرس الثوري موقف مغاير يتمثل بعمليات الميليشيات المسلحة المدعومة منه في العراق.
استهداف السفارة الأميركية في بغداد يفسر موقف الحرس الثوري الرامي للتصعيد العسكري ضد وجود الولايات المتحدة في العراق، بالتزامن مع ذكرى مقتل سليماني.
ويحاول الكاظمي عبر علاقاته الوثيقة بالرئيس الإيراني تهدئة الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق في ظل الهجمات المتواصلة التي تتعرض لها سفارة واشنطن في بغداد والاغتيالات المتواصلة التي يتعرض لها الإعلاميون والنشطاء والمتظاهرون في العراق.
ويرى «الحرس» أن حكومة الكاظمي تتماهى تماماً مع الموقف الأميركي لاستهداف ما يسمى بـ «فصائل المقاومة العراقية» المقربة من إيران، وأن الكاظمي عبر تقاربه مع السعودية والدول العربية يعمل على تقويض النفوذ الايراني في العراق.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى