تحليلات

جورجيا تحسم «الشيوخ».. والقلق في واشنطن

لن يمر هذا الأسبوع قبل أن ينتقم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهزيمته، ويؤكد الرئيس المنتخب جو بايدن فوزه المستحق. فعقب انطلاق انتخابات الإعادة الحاسمة في جورجيا لغالبية مجلس الشيوخ، وُجهت ضربة قوية لترامب وكشفت عن محاولاته الفاشلة لقلب الانتخابات في اتصال هاتفي سُرِّب للملأ.

أميركيو جورجيا قرروا من سيسيطر على مجلس الشيوخ للسنوات المقبلة واقترعوا في المقابل على تسهيل أو تصعيب مهمة جو بايدن التي تعتمد على كونغرس متجانس لإنجاز البرنامج وقيادة البلاد إلى بر الأمان.

وكان بايدن قد أعلن قبل انطلاق الاقتراع الأخير أن هذه الولاية وحدها ستغير المسار، ليس للأربع سنوات القادمة فقط، بل للجيل القادم. في وقت رأى ترامب أن هذه الانتخابات الفرعية هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ أميركا.

حيطة وقلق

ومع ترقب الحسم اليوم في مبنى الكابيتول هيل، حذر مسؤولو الأمن في واشنطن أنصار ترامب الذين يريدون النزول إلى العاصمة تزامناً مع مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية، من إثارة الفتن ونشر العنف وحمل السلاح.

وقال روبرت كونتي مدير الشرطة: «لقد وصلتنا معلومات تفيد أن أفرادًا يرغبون بجلب أسلحتهم إلى المدينة وهذا أمر غير مسموح»، وشدد على أن قوات الأمن ستعتقل أي شخص قد يخالف القوانين ويحاول إثارة العنف.

وفي السياق، نُشر أكثر من 300 عنصر أمن في المدينة، إضافة إلى سيارات الإسعاف والإطفاء، كما ستنضم قوات الخدمات السرية الخاصة بالبيت الأبيض إلى قوات الشرطة.

أكثر أمناً

وفي وقت يؤكد الكثيرون على أن ترامب فشل في إعادة أميركا عظيمة مجدداً، وفي توطيد العلاقات الدولية، ونجح في الخداع وتقويض الديموقراطية، يبدو أن آخرين مقتنعون بالعكس. حيث أكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركية أن هذا الرجل تمكن خلال أربع سنوات تحقيق أهداف رئيسية تضمنت نهجًا أكثر واقعية تجاه إسرائيل وإيران، وإعادة توجيه الناتو لمواجهة الصين، وبناء تحالف من الدول ضد نيكولاس مادور الرئيس الفنزويلي.

وأضاف بومبيو، الحالم بقيادة اميركا يوماً ما، أن ترامب جعل العالم أكثر أمناً مما كان عليه قبل أربع سنوات، كما أنه يأسف لأن الولايات المتحدة لم تحقق المزيد من التقدم في حل القضايا الصعبة، لا سيما مع الصين والتخلص من ترسانة كوريا الشمالية.

سياسة بايدن في المنطقة بين التصالح والتشدُّد!

وفي المقابل، وقبل الحديث عن سياسة الرئيس العتيد جو بايدن المتوقعة خلال السنوات المقبلة، لا بد من القول إن إدارة الرئيس المنتخب لن تتمتع بشهر عسل سياسي، بل ستواجه تحديات أكبر من تلك التي واجهها الرئيس الأسبق باراك أوباما، لا سيما أن ترامب خلف إرثاً سياسياً واقتصادياً وصحياً صعباً.

أودي أفينتال جنرال اسرائيلي وصف حيثيات سياسة بايدن وإدارته في المنطقة، لا سيما الشرق الأوسط، وقال إنها ستتراوح بين التصالح والتشدد.

ولفت أفينتال،إلى أن إدارة بايدن ستضطر للمناورة بين التوترات والمصالح المتضاربة والحذر من ألا تلتصق به صورة أوباما المتصالحة مع الأعداء والمغتربة عن الحلفاء، كما سيختار بايدن خطاً وسطاً، فلن يتجاهل مثل ترامب السلوك الإشكالي للدكتاتوريين، ولكن سيضع أمامهم مطالب أقل من تلك التي وضعها أوباما. وفي نفس الوقت ستسعى واشنطن لتحقيق التوازن بين مستوى التزامها بالاستقرار والحرية والأمن في المنطقة، وبين الغرق في المواجهات التي تقضم القوة الأميركية.

ومن خلال برنامج الحزب الديموقراطي يمكن رسم الخطوط الهيكلية التالية بالنسبة للشرق الأوسط :

1 – إعادة بناء النظام الدولي الليبرالي-الديموقراطي.

2 – تعزيز الديموقراطية.

3 – الانتصار في المنافسة الدولية حيال الصين وروسيا.

4 – أمن إسرائيل والتدفق الحر للطاقة، ومنع التحول النووي لإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى