إيران.. الانتقام آجل و «الصَّخَب» عاجل

خالد جان سيز –
تعالج إيران مخاوفها من أي ضربة أميركية مفاجئة قبل رحيل إدارة دونالد ترامب 20 الجاري، وعجزها عن الانتقام لقاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، عبر إظهار قدرتها على الابتزاز وتدوير الزوايا، فقد شرعت بزيادة تخصيب اليورانيوم حتى %20، مثيرة هواجس العالم من بلوغها مرحلة متقدمة في برنامجها النووي.
قبل أيام من تسلم جو بايدن رئاسة أميركا، عاد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة بقوة، حيث استأنفت طهران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة %20، مؤكدة أن هذه العملية باتت «مستقرة» اعتباراً من الساعات الأولى لفجر الثلاثاء، في أبرز خطوة من تراجعها عن التزامات بموجب الاتفاق النووي. وأكد الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي: «قرابة الساعة السابعة من مساء الاثنين بلغنا مستوى %20».
يمكن إلغاؤها
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة علي ربيعي: «بشأن ادعاء الاتحاد الأوروبي بأن زيادة تخصيب اليورانيوم ابتعاد كبير عن الاتفاق النووي.. هذا الإجراء يستند إلى قرار برلماني ويتفق مع المادة 36 من الاتفاق النووي». وتابع: «ما دامت جميع الأطراف لا تلتزم بتعهداتها، فإن من حق إيران اتخاذ الإجراءات المناسبة، لكننا قلنا وكررنا مرات عدة بأن كل هذه القرارات يمكن أن تلغى بسرعة بمجرد عودة الأطراف إلى التزاماتها».
وذكر أن طهران ستستمر في العمل على إفشال الحظر الأميركي، ولن تتراجع عن مساعيها في استيفاء حقوق الشعب.
وفي إشارة إلى احتمال شن ترامب ضربة على إيران، قال ربيعي: «في الأيام الأخيرة للخاسرين الذين يقضون أيامهم الأخيرة في البيت الابيض، يحاولون إبقاء ظلال الحرب حية على الشعوب، وربما يسعون بشكل خبيث لمؤامرات لتعقيد الموقف».
وشدد ربيعي: «لدينا ثقة في قدرتنا الرادعة».
لا تفاوض
بدوره، شدد مساعد الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي على أن بلاده اتخذت قرارها للعيش (اقتصادياً) من دون الاتفاق النووي، مؤكداً أنه «لا تفاوض من جديد حول الاتفاق النووي ولا أي قضية أخرى خاصة بالصواريخ».
وأضاف: «إيران لن تقبل أي شرط لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي ولا إضافة أي بند جديد له. ما لم يتحول الاتفاق النووي إلى اتفاق ناجح لا يمكن التوقع حتى بالتفاوض حول قضايا أخرى. قواتنا المسلحة في جهوزية كاملة، وجميع القواعد الأميركية في المنطقة مرصودة من قبلها»، مؤكداً أن إيران لم تتبادل الرسائل مع فريق جو بايدن.
أما رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي، فقال إننا «نقوم حالياً بتركيب ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR-2M، إنتاجنا حالياً من 17 إلى 20 غراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة %20 كل ساعة، ولدينا القدرة على إنتاج من 8 إلى 9 كغم شهرياً ليصل الى 120 كغم، وهو الحد الذي يسمح به القانون».
ابتزاز نووي
في المقابل، قالت الخارجية الأميركية إن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة %20 في منشأة فوردو محاولة ابتزاز جديدة واضحة، ومصيرها الفشل.
وأوضح ناطق باسم «الخارجية» أن إيران عملت على تطوير برنامجها النووي سراً، بما في ذلك عملياتها في منشأة فوردو.
وقال إنها احتفظت بسجلات برنامجها النووي العسكري إلى جانب العديد من الموظفين الذين يقودون ذلك البرنامج.
وأضاف أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيقيّمان تصرفات إيران على ضوء ما سمّاه «هذا التاريخ الاستفزازي». وأكد أن لدى واشنطن ثقة في أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستراقب أي أنشطة نووية إيرانية جديدة وستبلغ عنها.
أكبر مناورات للطائرات المُسيَّرة
أطلق الجيش الإيراني مناورات عسكرية واسعة النطاق، تخوضها القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، وذلك تزامناً مع التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة في منطقة الخليج، والذكرى الأولى لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني. والمناورات هي الأولى للطائرات من دون طيار، وسيتم «الكشف عن بعض المعدات والإنجازات وأنظمة الطائرات من دون طيار من إنتاج محلي»، وتتضمن «تدريبات خاصة بمئات الطائرات المسيّرة في مهمات بعضها هجومي وانتحاري» في محافظة سمنان شمال شرقي البلاد وأجزاءٍ مختلفة من حدود إيران. وقال اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للجيش إن المناورات «تؤكد الجهوزية الكاملة للقوات المسلحة».