«قمة قابوس وصباح»..طَوَت الخلاف

فرحة الخليج في العُلا.. بـ«صلح العلا» الذي أعقب انطلاق أعمال القمة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمركز مرايا في محافظة العلا.
القمة التي تمت بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ترأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحضور سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس الامارات حاكم دبي محمد بن راشد، وولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ونائب رئيس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، اضافة إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، اضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، حيث وقع المشاركون على بيان العلا «لتأكيد التضامن والاستقرار».
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان افتتح اجتماع الدورة 41 قائلاً: «يسرني باسم خادم الحرمين الشريفين أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وعرفاناً لما قدمناه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة؛ فقد وجه خادم الحرمين الشريفين بتسمية هذه القمة بمسمى «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، سائلين المولى -عز وجل- لهما الرحمة والمغفرة ولصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد التوفيق والسداد لمواصلة مسيرة الخير والنمو والازدهار في بلديهما الشقيقين، ودعم عملنا الخليجي المشترك».
وانطلقت أعمال القمة عقب التقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة، حيث كان الأمير محمد بن سلمان في استقبال قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدى وصولهم مركز مرايا.
التضامن والاستقرار
وقال ولي العهد السعودي: «نفتقد هذا العام قائدين كبيرين كان لهما دور كبير في دعم العمل الخليجي المشترك وهذه المسيرة المباركة، جلالة السلطان قابوس بن سعيد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد -رحمهما الله- وإننا لننظر ببالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي سبق أن قادها سمو الشيخ صباح الأحمد واستمر بمتابعتها سمو الشيخ نواف الأحمد. كما نشيد في هذا الشأن بمساعي الولايات المتحدة الصديقة، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن، حيث أدت هذه الجهود بحمد الله ثم بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها».
واضاف: «نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي».
استكمال المسيرة
وعن مسيرة مجلس التعاون الخليجي، قال ولي العهد السعودي: «لقد تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس؛ لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات، وفي هذا الخصوص نشير إلى رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز التكامل بين دول المجلس، التي وافق عليها المجلس الأعلى في الدورة السادسة والثلاثين، وما شهدته من تقدم مُحرَز في تنفيذ مضامينها خلال الأعوام الماضية، ونؤكد على أهمية مضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات في سبيل تحقيق تلك الرؤية.. إن سياسة أشقائكم في السعودية الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة 2030 تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجيا موحدا وقويا، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة.. ونسأل المولى سبحانه أن يسدد خطانا».