تقارير

لبنان بين بشير وقاسم سليماني.. صور محروقة بجمر حروب مكبوتة

بيروت – أنديرا مطر

بينما يشهد لبنان وقتاً عصيباً وأزمة خانقةً، بدءاً من التحقيقات القضائية، مروراً بالوضع المعيشي والاقتصادي، وصولاً إلى وباء «كورونا».. يبدو أن هناك من يحاول جرّ الشارع إلى أزمات من نوع آخر، واستغلال غضب الشباب وقوداً لإشعال الفتن.

مشاهد الاحتقان -التي شهدتها بعض المناطق في الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس؛ بسبب نشر صوره، وخطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله الأخير- لا تبشِّر بخير!
أثار انتشار صور سليماني في شوارع بيروت وضواحيها ضجة كبيرة في الأوساط اللبنانية، لا سيما لدى خصوم «حزب الله»؛ فقاموا بحرق صوره عند لوحة الجلاء في نهر الكلب، ومنطقة عين الرمانة، ورفعوا صور الرئيس الشهيد بشير الجميّل والشهيد رفيق الحريري رئيس الحكومة الأسبق والشهيد بيار أمين الجميّل، والمفتي الشيخ حسن خالد، مشددين على أن قاسم سليماني لا يمثّل الشعب اللبناني.

ولم يقف الأمر عند الصور فقط، حيث خرج نصرالله متلياً على اللبنانيين، بلهجة استعلائية طالت الخصوم والحلفاء، أفضال المقاومة عليهم، ولم يكتفِ بالرد على الأصوات المعترضة على تصريح المسؤول الإيراني علي حاجي زاده، بل وصل الى حد تحذير اللبنانيين العالقين في فخ الأزمات بأن طوق نجاتهم الوحيد من الكارثة الاقتصادية هو في الثروة النفطية الموعودة، والتي لولا حماية المقاومة ورعايتها لكانت استولت عليها إسرائيل.

وإمعاناً في استفزاز مشاعر اللبنانيين وتذكيرهم بأن «حزب الله» هو الأقوى، وما عليهم سوى الرضوخ لمشيئته، عمد أنصاره الى رفع صور سليماني، ليس في مناطق نفوذه فحسب، بل في مناطق لا تؤيده. وقاموا بلصق صوره على مجسّم الثورة في قلب بيروت، قبل ان يرفعوا له صورا في منطقة نهر الكلب، بوابة كسروان، حيث الأغلبية المسيحية.

وردّاً على هذا الاستفزاز، قام شبان بإحراق صور سليماني على طريق عام بريتال في البقاع، وسجل إشكال بين مناصري «حزب الله» والحزب الشيوعي في بلدة عدلون جنوب لبنان«تخلله تمزيق متبادل لصور رموز وقادة تابعين للطرفين. فور انتشارالفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تجمع مناصرو»حزب الله«تحت جسر المشرفية، وأحرقوا صور بشير الجميّل.

وانتشر الجيش اللبناني على مداخل عين الرمانة، وهي خط تماسّ يفصل المناطق المسيحية عن المناطق الشيعية. وفي السياق، أكملت الجيوش الالكترونية معاركها على «تويتر»، وتصدّر وسم «هالقد حجمكن وقوتكن» قائمة الترند اللبناني، حيث أعاد مغرّدون نشر صور سليماني ومجسّماته، مهددين من أسموهم «عملاء الداخل بالحرق». في المقابل، غرّد مناهضو «حزب الله» تحت هاشتاغ «ايدك عن لبنان»، وأعادوا نشر مقاطع من مواقف سمير جعجع المناهضة لـ«حزب الله»، مذكرين بأن المقاومة اللبنانية المسيحية اللبنانية وُجِدَت قبل أن يوجد «حزب الله».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى