تحليلات

نتنياهو يسعى لتفادي محاكمته بتهم الفساد عبر الانتخابات

علي حمدان – 

قام رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارات غير مسبوقة الى مدن عربية في الضفة الغربية كأم الفحم وغيرها.

زيارات نتنياهو التي أتت تحت عنوان تشجيع السكان على تلقّي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، قوبلت بالشكوك من قبل عرب إسرائيل، الذين وضعوها في إطار ترويج نتنياهو لنفسه، بعد إنفراط عقد الكنيست، واقتراب موعد الإنتخابات في مارس القادم، بحسب هآرتس الإسرائيلية.

يذهب نتنياهو، بحسب صحيفة بيكولي نوتي الإيطالية الى الإنتخابات بخطى واثقة، معوّلاً على ما اغتنمه خلال ولاية الرئيس الأميركي ترامب، الذي قام بنقل مقر سفارة أميركا الى القدس.

إنهيار الإتفاق مع بيني غانتس، العسكري والسياسي الإسرائيلي المنافس لنتنياهو، كان متوقعاً من قبل كثير من المتابعين للمشهد السياسي في إسرائيل، الذين شعروا بوجود طبخة يحضرها نتنياهو على نار هادئة، ليفاجئ غانتس ويمنعه من تولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية، على الرغم من الاتفاق المسبق بينهما، وقد تمثل ذلك بالذهاب الى الإنتخابات المبكرة، بعد اختلاف الحزبين الحاكمين على تفاصيل تتعلق بإقرار ميزانية العام 2021، مما أفضى الى حل الكنيست حُكماً وتحضير صناديق الإقتراع.

في هذا الوقت أعرب نتنياهو، المدعوم من حزب الليكود اليميني، عن امتعاضه مما حصل وعدم رغبته بخوض انتخابات في الوقت الحالي، بينما اتهم بيني غانتس المدعوم من قبل حزب «أزرق-أبيض» الوسطي خصمه بالكذب، مضيفًا أن سعيه إلى الإنتخابات هرباً من محاكمته بقضايا الفساد المرفوعة ضده والمتوقع البت بها في فبراير المقبل.

في هذا الصدد ترى الصحيفة المذكورة أن نتنياهو قد يكون صادقاً في عدم رغبته بتقديم موعد الانتخابات، لا سيما مع الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه تل أبيب، وتفشي فيروس كورونا الواسع النطاق، لكن محاكمته المرتقبة حتمت عليه اللجوء إلى تكتيك افتعال الخلاف وإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، والذهاب الى معركة أصوات تقيه شر الخروج من السلطة ودخول المحاكم.

ومع إظهار استطلاعات الرأي لتراجع في شعبية كل من بيني غانتس الوسطي، ونتنياهو اليميني، يتزايد التعاطف الشعبي مع جدعون سار، النائب السابق عن حزب الليكود، أي حزب نتنياهو، الذي قد يسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو.

الانتخابات القادمة هي الرابعة خلال عامين، مما يعكس عدم إستقرار المشهد السياسي في دولة الاحتلال، وحالة الضياع التي يعيشها نتنياهو، حيث يتأمل بالنصر، مذكراً الإسرائيليين بأنه من قارع إيران وأذرعتها في الإقليم، وجلب السلام واللقاحات لمكافحة كورونا، مقابل إصرار الجنرال السابق والمرشح لمنصب رئاسة الحكومة الحالي بيني غانتس، على ضرورة العمل على النهوض بالاقتصاد أولاً، والذي دمره كورونا، ولملمة ذيول أسوأ أزمة سياسية شهدتها إسرائيل، والكف عن تصديق ما وصفها بأكاذيب بنيامين نتنياهو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى