الشرق الأوسط

هل خيّم شبح الحرب على إيران؟

نجاد يبعث برسالة عاجلة إلى روحاني: امنعها

خالد جان سيز

تعدّ إيران الأيام المتبقية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتنتظر بفارغ الصبر 20 الجاري، حين يرحل مَن أذاقها أقصى ضغوط، ولا يعود بإمكانه شن حرب عليها.
ويبدو أن مخاوف إيران من إقدام ترامب على توجيه ضربة مفاجئة لها قبيل مغادرته البيت الأبيض أفقدتها توازنها، فراحت تتخذ خطوات تصعيدية – بدفع من المتشددين – لتقنع نفسها أنه لن تكون هناك حرب وشيكة.
وفي تحذير يعكس مخاوف إيران من حرب تشنها الولايات المتحدة عليها، أبرق الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد إلى الرئيس الحالي حسن روحاني، يناشده منع حرب مدمرة وشيكة ستقع بين إيران والولايات المتحدة، كما ناشد كل المسؤولين الإيرانيين ودولاً في المنطقة لبذل كل جهد درءاً لتلك الحرب.
وقال نجاد: «من بين كل التطورات والمواقف والأخبار التي تنشر في مختلف وسائل الإعلام حول العالم، يُستدل على أنه تم التخطيط لوقوع حرب مدمرة جديدة في هذه المنطقة الحساسة، الشرق الأوسط والخليج العربي، وهذه الحرب في طريقها إلى الاندلاع قريباً».
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً من قبل الحرس الثوري والمتشددين في إيران لإظهار أن البلاد متحسّبة لأي مواجهة مع الولايات المتحدة، في وقت رأى مراقبون أن رسالة نجاد التحذيرية إلى روحاني تعكس أن إيران تجاهلت صبر الغرب وصعّدت الأمور إلى مستوى قد يجر عليها حرباً وشيكة.
ومن أهم الخطوات التي اعتبر محللون أنها رفعت حدة التوتر وقد تكون السبب في الحديث عن اقتراب حرب متوقعة ما يلي:

1 – انتهاك إيران الجديد للاتفاق النووي، حيث أجبر البرلمان الذي تسيطر عليه غالبية متشددة الرئيس المعتدل روحاني على تنفيذ قانون يتضمن البدء في تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو بنسبة %20، وهي النسبة التي بلغتها إيران قبل توقيع الاتفاق.

2 – تصريح الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بأن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل من %40 إلى %60، وأن الإمكانية في مجال الصناعة النووية متوفرة في البلاد لإنتاج اليورانيوم المخصب والوصول لهذه النسبة.

3 – في سياق التصعيد الإيراني للإفراج عن 7 مليارات دولار تحتجزها كوريا الجنوبية، امتثالاً منها للعقوبات الأميركية، عاد الحرس الثوري إلى تهديد الملاحة في الخليج، باحتجازه ناقلة نفط لسيئول، واقتادها إلى إيران، وتحفّظ على طاقمها، ما دفع كوريا الجنوبية إلى إرسال مدمّرة إلى هرمز.

4 إطلاق إيران أكبر مناورة للطائرات المسيّرة في محافظة سمنان وأماكن أخرى قرب الحدود الإيرانية، شملت مئات «الدرون» وجرى خلالها تجريب صواريخ جديدة.

5 – بلوغ تهديدات إيران لأميركا مستوى لافتاً، حيث توعّد إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» بقتل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين، انتقاماً لقاسم سليماني.

6 – مخاطبة طهران الإنتربول لاعتقال ترامب ومحاكمته بتهمة قتل سليماني، وإعداد ملف من ألف صفحة لهذه القضية يتضمن أسماء كل المتورطين.

7 – اشتراط روحاني على بايدن «إعلان التوبة»، إذا أراد وقف إيران لانتهاكاتها بشأن «النووي» والعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق.

8 – التحذير الأحدث لقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي لـ «العدو من ارتكاب أي خطأ في الحسابات ضد إيران»، مضيفاً أنه «لا يمكن السيطرة على غضب قواتنا البحرية في مياه الخليج في أي مواجهة عن قرب مع العدو». وأردف: «أيدي قواتنا على الزناد».

9 – العودة إلى ملف اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، وإعلان وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن هناك أدلة جادة على ضلوع إسرائيل باغتياله، وتوجيهه رسالة بهذا الشأن إلى وزراء دفاع أكثر من 60 دولة.

10 – تلقّي طيارين تسجيلاً صوتياً في مدينة نيويورك، يلوّح بهجوم على مبنى الكونغرس، انتقاماً لسليماني، الذي اغتيل بغارة أميركية في 3 يناير الماضي قرب مطار بغداد.

مواقف مقابلة

وزارة الخارجية الأميركية اعتبرت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20 % «محاولة لزيادة حملة إيران للابتزاز النووي، وهي محاولة سيظل الإخفاق حليفها». وأضافت: «ستواصل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التطلع إلى مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإبلاغ عن الحقائق على الأرض».
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فأكد أن «إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية».
وأمس، قال بيان فرنسي – بريطاني – ألماني مشترك إن رفع النسبة إلى %20 تطوُّر يقوِّض الاتفاق النووي، ويعرِّض الفرصة المهمة للعودة إلى الدبلوماسية مع الإدارة الأميركية المقبلة للخطر. كما اعتبرت ألمانيا في وقت سابق أن «العودة إلى الاتفاق النووي لم تعد كافية».
وبشأن ناقلة النفط، طالبت واشنطن طهران بالإفراج الفوري عنها، مردفة أن إيران تهدد حرية الملاحة في الخليج وتسعى إلى تخفيف العقوبات عليها بالابتزاز.
من جهتها، حركت كوريا الجنوبية مدمرة تضم وحدة مكافحة قرصنة إلى المياه القريبة من مضيق هرمز، إثر احتجاز إيران ناقلة نفط تتبع لها.
وفي ما يتعلق بمناورة «المسيّرات»، فقد رأى مراقبون أنها تأتي محاولة من إيران لتهدئة مخاوف الداخل بعد الحشود العسكرية لأميركا، إن كان حاملة الطائرات «نيميتز» أو الغواصة النووية والسفن المرافقة لها أو تحليقات «بي – 52» المتلاحقة قرب أجواء إيران.
وحول الحرب المقبلة، أكد خبير عسكري إسرائيلي مخاوف أمنية لدى أجهزة الأمن والجيش، من استهداف حقول الغاز الإسرائيلية في عرض البحر، معتقداً أنها «ستكون أولوية قصوى للذين سيحاربون إسرائيل، وسيخططون لضربها».
وأشار الخبير دان أركين في مقاله بمجلة «يسرائيل ديفينس» للعلوم العسكرية إلى أن الجهود الإسرائيلية الحالية تتركز على حماية منصات الغاز، مضيفا ان «سلاح البحرية الإسرائيلي منوط به واجب حماية المنشآت والمياه الاقتصادية للدولة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى