بريطانيا فشل بعد النصر.. «كورونا» يستشرس
أوروبا تجيز «موديرنا».. و«فايزر» تحذِّر من التلاعب بتوقيت الجرعات

محرر الشؤون الدولية
بعد أن سجلت بريطانيا نصراً تاريخياً لن تنساه، بكونها أول دولة في العالم رخصت للقاحات وبدأت التطعيم ضد فيروس «كورونا» المستجد، تعرضت المملكة المتحدة لنكسات لم تكن في الحسبان، الفيروس العنيد أصبح أكثر شراسة وتحور لسلالة جديدة فرضت شللاً وإغلاقاً سيمتد إلى أشهر.
وبدأت البلاد فعلياً تنفيذ إجراءات الحجر الجديد بعد أن سجلت أكثر من 60 ألف إصابة جديدة في اليوم، وهي أكبر حصيلة يومية منذ بدء تفشي الوباء، وبالتزامن مع وعد الحكومة بأنها ستقوم بتطعيم نحو 14 مليون شخص بحلول منتصف فبراير.
وللمرة الثانية على التوالي لم تستطع المملكة المتحدة أن تقف في وجه انتشار فيروس «كوفيد – 19» واحتواءه، موقع «ذي أتلانتك» نشر مقالاً يؤكد أن السلطات البريطانية فشلت في محاربة الوباء بعد تعرض المستشفيات لخطر الانهيار وفرض إغلاق وطني ثالث خلال تسعة أشهر. وأوضحت أن البلاد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس وأسوأ ركود اقتصادي وذلك لأن الحكومة لم تستطع احتواء الفيروس والقيام بإجراءات صارمة منذ البداية كما لم يتداركوا خطر الموجة الثانية هذا الشتاء رغم التحذيرات. إيان بويد، عضو اللجنة الاستشارية الرئيسية لمكافحة الأوبئة في حكومة بريطانيا، أوضح مسبقاً أن الشتاء سيشكل التحدي الأكبر للجميع وطالب بضرورة التعامل بحرص حيال ذلك. وفي أواخر سبتمبر، حذر باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين، من أن البلاد قد تواجه 50 ألف حالة يومياً بحلول أكتوبر، مع أكثر من 200 حالة وفاة يومياً بعد شهر أو أكثر من ذلك إلا أن البلاد استغرقت وقتاً طويلاً لفهم هذه الحقائق القاتمة. حجة بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، في هذا السياق، أنه قد تعلم دروس الموجة الأولى، لكن الحظ خذله، فأعلن إغلاق البلاد ولا يزال يراهن على اللقاحات لإنقاذ الموقف. ومع ذلك، حتى لو نجحت اللقاحات، فما حصل لن يمحو إخفاقات استجابة بريطانيا للوباء.
وعن الإغلاق الوطني الثالث لإنكلترا أوضح جونسون خلال حديثه أمام مجلس العموم الأربعاء، أن التلقيح يمكن أن يحقق تقدماً سريعاً مما يسمح بتخفيف القيود بحلول منتصف فبراير إذا سارت الأمور بشكل جيد وقد يتم تأجيل موعد انتهاء الإغلاق وأكد أن الحكومة ستكون حذرة للغاية بشأن رفع القيود وإعادة فتح المدارس.
في الولايات المتحدة يتفاقم الوضع الصحي بشكل متسارع بعد تسجيل البلاد حصيلة قياسية لعدد الوفيات وإعلان السلطات الصحية تقنين خدمات الطوارئ، فيما يدور حديث عن سعي لتطعيم نحو مليون شخص يومياً.
أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في أميركا أكد أن التطعيمات بدأت تتسارع بالفعل لتصل إلى ما يقرب من نصف مليون حقنة يومياً. من جانبه، أوضح جيروم آدامز رئيس هيئة الصحة العامة الأميركية أنّ حملة التطعيم انطلقت في ظل سياق معقّد، مشيراً إلى تصاعد عدد الإصابات منذ بدء عطل أعياد نهاية العام، ما وضع الفرق الطبية على المحك وتسبب في استياء مسؤولي الصحة والمواطنين.
في المقابل، حذّرت شركة فايزر من تداعيات التأخير في إعطاء الجرعة الثانية، وقالت شركتا فايزر وبيونتك إنهما لا تعلمان إذا كانت فعالية الجرعة الأولى ستستمر، لذا لا بد من إعطاء الجرعة الثانية. ومن المفترض أن يتم إعطاء التطعيم الحالي في شكل حقنة أولية، على أن يتم منح الجرعة الثانية خلال ثلاثة أسابيع.
وأدت الزيادة في عدد الإصابات إلى قيام دول أخرى بتمديد قيودها، مثل ألمانيا والدنمارك، بينما بدأت هولندا حملتها لتلقيح سكانها، وهي آخر دولة أوروبية تقوم بذلك.
وفي سياق محاربة الجائحة أوروبياً، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام لقاح موديرنا ليكون ثاني لقاح يحصل على الترخيص. وأوصت بمنح الترخيص لتسويق مشروط للقاح للحؤول دون إصابة الاشخاص ابتداء من سن 18 بالفيروس.
وقالت إيمير كوك المديرة التنفيذية لوكالة الأدوية: «سيوفر هذا اللقاح أداة أخرى للتغلب على حالة الطوارئ الحالية»، وأضافت: «إنه دليل على جهود والتزام جميع المعنيين بأن تكون لدينا توصية إيجابية ثانية للقاح بعد أقل من عام على إعلان منظمة الصحة العالمية عن الجائحة».
أورسولا فون دير رئيسة المفوضية الأوروبية بدورها أعربت عن تفاؤلها بهذا الترخيص، قائلة: «نبأ سار لجهودنا في توفير مزيد من لقاحات كوفيد – 19 إلى الأوروبيين». ويتميز لقاح موديرنا بسهولة التخزين عند 20 درجة مئوية تحت الصفر، خلافاً للقاح فايزر الذي لا يمكن تخزينه على المدى الطويل.
إلى ذلك، دخل لقاح جديد حلبة المنافسة، حيث تعمل شركة سويسرية في إيطاليا على طرح لقاح مضاد لكوفيد – 19. وأثبتت شركة ReiThera نجاح لقاحها بعد اختباره على 100 شخص. وذكرت أن اللقاح يتخذ بحقنة واحدة من دون ضرورة حفظه تحت درجات مئوية متدنية كسائر اللقاحات.
فرنشيسكو بوتسار كبير أطباء القلب والشرايين أكد أن اللقاح الإيطالي أصبح حقيقة، ونجحت مراحله الأساسية على البشر. ومن المقرر أن تنتج الشركة السويسرية 100 مليون لقاح.