بعد العنف في واشنطن: ما هو التعديل الخامس والعشرون الذي يتحدث عنه الجميع؟

جان ماري توما-

هل دونالد ترامب غير لائق لقيادة الولايات المتحدة؟ ليست هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها السؤال منذ انتخابه. على الرغم من أنّه يعيش أيامه الأخيرة كرئيسٍ للولايات المتحدة.
وبعد أحداث واشنطن التي اشتعلت عنفًا، تردّدت في وسائل الإعلام الاميركيّة عبارة: تطبيق التعديل الخامس والعشرين.

ما هو هذا التعديل؟
يوضّح التعديل الخامس والعشرون للدستور، الذي تم إقراره عام 1967 ، الحالات التي يتم فيها عزل الرئيس من منصبه، بشكل موقّت أو دائم. استخدامه ليس نادرًا جدًا، لأنّ يمكن تطبيقه على سبيل المثال، في حال أجرى الرئيس عمليّة جراحية تحت تأثير التخدير العام. إذًا، لبضع ساعات، يمارس نائب الرئيس وظائف الرئيس موقتًا.

لكنّ من ناحية أخرى، يسمح هذا النصّ الدستوري أيضًا بإقالة الرئيس دون موافقته، مع العلم أنّ هذا السيناريو غير مسبوق.
ماهي الشروط للقيام بذلك؟ يجب على نائب الرئيس وأغلبية الوزراء الحالييّن بعث رسالة إلى رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، تفيد بأنّ رئيس الولايات المتحدة «غير قادر على ممارسة صلاحياته، والقيام بواجبات منصبه». في هذه الحالة، يصبح نائب الرئيس رئيسًا على الفور، وفقًا لما ورد في موقع «20 مينوت» الفرنسي.

الإقالة محتملة؟
يمكن للرئيس المعزول حديثًا أن يستأنف ضدّ هذا الاتّهام: يمكنه بنفسه بعث رسالة، مرّة أخرى إلى رئيس مجلس الشيوخ وإلى رئيس مجلس النواب، يقول فيها «لا يوجد عجز». في هذه الحالة، يعود الرئيس إلى منصبه إن لم يعاود نائب الرئيس وأغلبية الوزراء في غضون أربعة أيام توقيع وبعث رسالة جديدة إلى رئيسي مجلسي الكونغرس لتأكيد عجز رئيس البلاد.

بعد ذلك سيكون الأمر بيد مجلس الشيوخ ومجلس النواب لاتخاذ القرار: سيتم تنظيم تصويت في المجلسين حيث ستكون هناك حاجة إلى أغلبية الثلثين في كل تصويت، لينجح عزل الرئيس فعليًا من منصبه. إذًا إنّها عمليّة طويلة لتطبّق قبل 20 يناير.
إضافةً إلى ذلك، بالرغم من أحداث يوم الأربعاء: حتّى لو انقلب نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة ضد دونالد ترامب، فلا شيء يقول أنّه لن يوجد على الأقل ثلث النواب و/أو أعضاء مجلس الشيوخ للبقاء خلف ترامب.

أخيرًا، الخبير في الدستور الأميركي، آلان ديرشوفيتز، يؤكّد أنّ التعديل الخامس والعشرين «غير قابل للتطبيق»، في الوقت الراهن. «لقد تم تطويره في حالة وجود رئيس فاقد الوعي جسديًا أو مجنونًا طبيًّا، وبالتالي سيكون من غير الدستوري تطبيق التعديل الخامس والعشرين في حالة الرئيس ترامب الحاليّة».