تحليلات

2020 أسوأ سنة «قرصنة» على إسرائيل

علي حمدان –

انهمكت سلطات الأمن السيبراني في إسرائيل، بصد وابل من محاولات القرصنة الإلكترونية، خلال الأسابيع الأخيرة من 2020، لتختتم بذلك عاماً شهد ارتفاعاً حاداً في الجرائم السيبرانية.

الفريق المنضوي تحت سلطة تل أبيب السيبرانية، مسؤول عن صد الخروقات التي تتعرض لها المؤسسات العامة والمدنية على حد سواء، وهو يتلقى مئات الشكاوى عن تهديدات رقمية، أو محاولات اعتداء من قبل مؤسسات خاصة أوعامة بشكل يومي.

وتقع على عاتق الفريق السيبراني مهمة صد الهجمات التي تشن على المؤسسات الإسرائيلية، وحماية أسواق تل أبيب من التهكير الهادف إلى ضربها.

مدير فريق السلطة السيبرانية، إيريز تيدهار، 45 عاماً، أكد بأن الاعتداءات السيبرانية أصبحت خبر يومي بالنسبة لإسرائيل، والشكاوى حول تهديدات وخروقات رقمية ارتفعت مع نهاية العام المنصرم بنسبة 30 بالمائة، مضيفاً أنه بالرغم من خطورتها، إلا أنها تشكل حافزاً وتحدياً لتطوير قدرات إسرائيل الدفاعية الرقمية.

وأضاف تيدهار: «في الأشهر الأخيرة لاحظنا الإرتفاع الكبير في محاولات القرصنة، لكن الهجمات مؤخراً اتخذت منحاى آخر، فالهاكرز يتمتعون بمهارات عالية وتكنولوجيا متقدمة ويسعون خلف أهداف مختلفة».

وتمتلك السلطات السيبرانية في تل أبيب الى جانب خطها الساخن لتلقي شكاوى المواطنين والمؤسسات الرسمية حول التهديدات السيبرانية، واستراتيجياتها الوقائية، مركزاً للأبحاث يسعى لتحديد الثغرات السيبرانية والعمل على تطوير تقنيات وخوارزميات للتعامل معها.

أهداف المقرصنين

الأهداف التي تعرضت للقرصنة في إسرائيل مؤخراً كانت شاملة، إذ طالت موسسات خاصة وأخرى حكومية. المقرصنون متنوعون من حيث الخلفية كذلك، منهم من يتبع لأجهزة إستخبارات دولية، ومنهم من يسعى إلى الحصول على المال، وثمة نوع آخر يلجأ للقرصنة من باب الإحتجاج على سياسات الحكومات، وهو ما اصطلح على تسميته بالـ «هاكتيفيزم»، أو مناصرة القضايا الحقوقية عن طريق القرصنة الإلكترونية.

رغم ظاهرها الذي يرجح القيام بها من قبل الهاكرز من أجل الحصول على المال واتخاذها لطابع جرمي فردي، إلا أن جلّ هجمات العام المنصرم على تل أبيب، كانت ذات أهداف إيديولوجية وتجسسية، والتي تدخل ضمن إطار الحروب السيبرانية بين الدول وهو ما يثير قلق الإحتلال الإسرائيلي.

مجموعة الهاكرز الإيرانية «باي تو كاي» هاجمت إسرائيل مرتين، الأولى في نوفمبر الماضي حيث تمت عملية صدها، ثم عاودت الكرة مؤخراً عبر محاولاتها اختراق وزارة الدفاع الإسرائيلية وقسم الصناعات العسكرية الجوية تحديداً، وهي مثال على نوع الهجمات الممنهج والمؤدلج، بحسب هآرتس.

بالإضافة إلى الهجمات الإيرانية تحدثت الصحيفة عن تشابه إلى حد التطابق، ما بين الاعتداءات التي تعرض لها الكيان العبري سيبرانياً مؤخراً، وبين الخروقات التي شغلت الولايات المتحدة الأميركية خلال انتخابات الرئيس ترامب، مشيرة إلى البصمات الروسية التي حملتها عمليات القرصنة في كل من واشنطن وتل أبيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى