الشرق الأوسط

إيران توازن كفة أميركا.. بـ«الردع المضاد»

قاعدة صواريخ وتجارب «درون» ومناورات بحرية

خالد جان سيز

تساؤلات عدة أثارها كشف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة صواريخ بحرية تحت الأرض على ساحل الخليج في محافظة هرمزكان، في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة التصعيد بين طهران وواشنطن، خصوصاً بعد الاستعدادات الأميركية العسكرية في المنطقة، وقبيل أيام من انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
مراقبون وضعوا خطوة إيران في الكشف عن القاعدة في إطار موازنة الكفة مع الحضور العسكري الأميركي في المنطقة، واعتبروها «ردعاً مضاداً».
وكان الحرس الثوري كشف عن قاعدة سرية للصواريخ الإستراتيجية، أُنشئت تحت الأرض قبالة شواطئ الخليج العربي.
وزار اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس، مع الأدميرال علي رضا تنكسيري قائد بحرية الحرس، القاعدة، واستعرضا بعض ما وُصف بـ«منجزات القوة والمعدات الإستراتيجية الصاروخية».
من جهته، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن صواريخ بلاده باتت قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية في المنطقة، إذا تجاوزت حدودها. وأفاد بأن «صواريخنا قصفت قاعدة عين الأسد، والعدو بات يحسب لهذه القوة الكثير من الحساب».
ويأتي الكشف عن القاعدة بعد إجراء إيران مناورات واسعة هي الأولى من نوعها للطائرات المسيرة، سبقتها مناورات بحرية.
وفي الشأن النووي، وفي تصعيد جديد بعد قرار البرلمان تخصيب اليورانيوم بنسبة %20 في منشأة فوردو، هددت إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لم ترفع العقوبات الأميركية عنها قبل يوم 21 فبراير المقبل.
وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان أحمد أميرأبادي فراهاني: «حسب القانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، إذا لم ترفع أميركا العقوبات المالية والمصرفية والنفطية، فسنطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتماً. وسيتم وقف التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي»، مشدداً على أن الحكومة «ملزمة بتنفيذ هذا القانون البرلماني».

الحضور الأميركي

وشهدت الفترة الأخيرة تحضيرات عسكرية من دول عدة، في استعراض للقوة ضد إيران، حيث أعادت واشنطن حاملة الطائرات «نيميتز» إلى مياه الخليج، وأرسلت غواصة الصواريخ الموجهة «يو إس إس جورجيا» العاملة بالطاقة النووية، فيما أرسلت إسرائيل غواصة.
وأشار مراقبون أيضاً إلى التمرين الذي أجرته القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية الأميركية، وضمّ مقاتلات «إف – 15 إس أي» والقاذفات الإستراتيجية «بي – 52» ومقاتلات «إف – 16»، في إظهار للقدرات والإمكانات المشتركة، وللمساهمة في تحقيق التوافق والتكامل العملياتي.
إضافة إلى ذلك، ذكّر المراقبون بما بثّته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية من أن قاذفتَي «بي – 52» توجهتا قبل يومين من قاعدة في داكوتا الشمالية إلى منطقة الخليج، ضمن مهمة جديدة لردع إيران، في مهمة هي الرابعة خلال شهرين.

ضغوط إضافية

وفي سياق زيادة الضغط على أذرع إيران في المنطقة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فالح الفياض رئيس هيئة «الحشد الشعبي» في العراق، مرتبطة بانتهاكات لحقوق الإنسان وتسهيله شن هجمات إرهابية.
وقالت وزارة الخزانة إن الفياض كان جزءاً من خلية أزمة تتألف من قادة ميليشيات «الحشد» التي تشكلت أواخر عام 2019 لقمع الاحتجاجات العراقية، بدعم من الحرس الثوري، مردفة أن عناصر «الحشد» الموالية لإيران تواصل شن حملة اغتيال ضد النشطاء السياسيين في العراق.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «الفياض كان رئيس المجلس العسكري للحشد الشعبي عندما أطلقت العناصر التابعة له الذخيرة الحية على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل مدنيين عراقيين. وكان أيضاً عضواً في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني».
يُشار إلى أن الفياض كان قد شارك في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نائبه أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى