الشرق الأوسط

غزة على صفيح ساخن.. وحرب إيران الخيار الأخطر

القدرات الصاروخية لحزب الله تقلق إسرائيل

منذ إعلان فوز الديمقراطي جو بايدن وخسارة دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمنطقة برمتها على صفيح ساخن وتوتر دائم.
تحذيرات وتهديدات يتم تبادلهما بين طهران من جهة، وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى، وبسبب التحركات العسكرية الأخيرة من نشر الغواصات وشراء الأسلحة وتخصيب اليورانيوم رجح محللون احتمال وقوع حرب قريبة.
وحتى مغادرة ترامب البيت الأبيض، بات الشرق الأوسط مرشّحاً لتغييرات على جميع الاحتمالات، لا سيما في قطاع غزة، رغم أن مصادر عسكرية اسرائيلية أكدت عدم نية تل أبيب الذهاب إلى مواجهة مع أي جبهة، ما لم تكن مضطرة لذلك، لذا خيار الحرب أمر مستبعد ولا يمثل أولوية، على الأقل في الوقت الراهن.

غزة في قلب الحدث

كثرت الترجيحات والتسريبات خلال الأيام الماضية بشأن وقوع حرب قريبة ومدمرة على قطاع غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وقد رسمت سيناريوهات بشأن ما قد تحمله تلك الحرب من مفاجآت ، كان آخرها بقلم ما يسمى أبو عماد الطيار، قيادي عسكري مُقال في “كتائب القسام”.
وكان محمد حسن صالحية المعروف باسم أبو عماد الطيار، ظهر عبر مقاطع فيديو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مصرحاً أن هناك حرباً شديدة قادمة على غزة خلال أيام وسيقتحم الجيش الإسرائيلي عمق القطاع، كما كشف عن وجود نحو 430 نفقاً داخل غزة .
وقد أثار هذا الفيديو جدلاً واسعًا في صفوف الفلسطينيين دفعت أعداد كبيرة منهم لمطالبة كتائب القسام بإصدار توضيح أو نفي لما ورد بالفيديو، فيما تعامل عدد آخر من المواطنين مع التصريحات بحالة من الاستخفاف وعدم التصديق، مبررين ذلك برغبة الطيار الانتقام بعد فصله من صفوف الحركة. ولا يزال التوتر والترقب سيد الموقف في القطاع المحاصر.

بين إيران ولبنان

وفق تقديرات عسكرية اسرائيلية فإن غزة تعتبر خاصرة ضعيفة مقارنة بالجبهات اللبنانية والإيرانية، ورغم ذلك أكد عدنان أبو عامر محلل سياسي فلسطيني أن الاحتلال يعرف جيداً أن قدرات المقاومة العسكرية أصبحت لا تقتصرعلى غلاف غزة فقط إنما تطاول معظم كيان الاحتلال، مضيفاً أن ما يمثل القلق الأكبر بالنسبة لاسرائيل هو حزب الله، لما يمتلكه من خبرات عسكرية مطورة. وشدد أبو عامر على أن غزة تمثل الجبهة الأكثر حرجًا للاحتلال، أما لبنان فهي الأكثر أولوية ، في حين يترك الموضوع الإيراني للتعاون الدولي، فجبهة ايران تعد الخيار الأخطر وقد تصل الى لحرب كبيرة جداً ولا يمكن تصورها في حال وقوعها كونها ليست مواجهة عابرة.
وبشأن التساؤلات حال وقوع حرب على القطاع، أوضح السياسي أبو عامر أنه بعيداً عن التكهنات فإن حرب الـ50 يوماً الأخيرة شكلت واقعاً صعباً على الاحتلال ولا يمكن تكرار الواقع السابق، متوقعاً ان تكون أي حرب قصيرة وذات كثافة نارية كبيرة لتحقيق اهدافها.
وفي حال حدوث مواجهة عسكرية، رأى محللون سياسيون آخرون أن على الجيش والأجهزة الأمنية الاسرائيلية التركيز توجيه ضربة قاسية للجناح العسكري لحماس والجهاد الاسلامي، لا سيما وأن مصلحة الاحتلال تكمن في تحقيق فترة هدوء أمني متواصلة على طول الحدود مع غزة.

المقاومة مستعدة

لا شك أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف 2014، استنزف مخزون الأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، في 50 يوماً من الحرب، وكانت الخشية أن تخفق المقاومة في تعويض نقص مخزونها من السلاح، على ضوء الحصار الإسرائيلي الخانق، وهدم الأنفاق الحدودية مع مصر إلا أن الواقع الميداني أنبأ بتعافي المقاومة عسكرياً، واستطاعت إعادة ترميم قوتها. وقد ظهر ذلك جلياً خلال مناورة الركن الشديد التي أجرتها أخيراً بمشاركة 14 فصيلا فلسطينيا على الحدود مع الأراضي المحتلة. مناورة صرحت علناً باستعداد المقاومة لأي مواجهة مقبلة.
وتخلل المناوة إطلاق صواريخ تجاه البحر في رشقات تجريبية، بالتزامن مع تنفيذ تدريبات حاكت التصدي لعمليات تسلل بري قد يجريها الاحتلال بالإضافة إلى أخرى نفذتها عناصر الضفادع البشرية بالذخيرة الحية حاكت مواجهة لقوات البحرية الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى