تحليلات

اليونان تضاعف إنفاقها على التسلح بالتزامن مع تصعيد تركيا في شرقي المتوسط

علي حمدان –

تسعى الحكومة اليونانية إلى المصادقة على قرار شرائها 18 طائرة رافال الفرنسية الصنع، وتوسيع حدود مياهها الإقليمية في البحر الأيوني قبل 20 من يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن رسمياً، ودخوله البيت الأبيض.

سعي السلطات التنفيذية اليونانية لتنفيد القرارين المذكورين، يتزامن مع تصاعد التهديدات والاستفزازات البحرية التركية في شرقي المتوسط بحسب لا نوفا الإيطالية.

مشروع قانون توسيع حدود اليونان البحرية من 6 أميال الى 12 ميلاً بحرياً، سيتم تقديمه يوم غد الإثنين إلى الندوة البرلمانية، ليخضع للتصويت من قبل النواب في جلسة عامة في 19 من يناير الجاري، عشية تسلم جو بايدن للحكم رسمياً في واشنطن.

ويشكل طرح قانون مضاعفة مساحة المياه الإقليمية اليونانية في البحر الأيوني، والذي يتماشى مع ما تنص عليه القوانين الدولية، مقدمة لتمدد أثينا مائياً في باقي البحار المحيطة بالبلاد، لا سيما البحر الأبيض المتوسط حيث حقول الغاز المكتشفة مؤخراً والمتنازع عليها مع تركيا، أما مشروع قانون تعزيز القوات الدفاعية الجوية والذي سيطرح للتصويت يوم الأربعاء المقبل، فتهدف الحكومة إلى المصادقة عليه، قبيل وصول وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إلى العاصمة اليونانية نهاية يناير الجاري، لتوقيع اتفاقية شراء 18 مقاتلة رافال، بحسب صحيفة لا ستامبا الإيطالية.

في ديسمبر الماضي خصصت الحكومة اليونانية ميزانية بلغت 5.5 مليارات يورو، لبرنامج تعزيز قدراتها العسكرية في العام 2021، أي بنسبة 57 بالمائة إضافية عن ميزانية العام 2020 المنصرم، مما يعكس حجم التحديات والتهديدات المحدقة بأثينا لا سيما في شرقي المتوسط، كما أن رفع الإنفاق على التسلح، رافقه ميزانية سخية للقطاعات الصحية في البلاد، وذلك في سياق الجهود المبذولة للسيطرة على الجائحة المستمرة.

رئيس البرلمان اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، أعلن من جهته توجه البرلمان نحو إقرار خطط مضاعفة الإنفاق على التسلح.

وتقوم اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي، بتسديد كامل التزاماتها المالية لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي الذي تعاني من تبعاته منذ أعوام.

ويتزامن تمسك اليونان بعضويتها في حلف الناتو، مع تشكيل حكومة ديمقراطية جديدة، وتزايد التهديدات الاستراتيجية التركية، المتمثلة بأعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها أنقرة في شرقي المتوسط ،مما يثير مخاوف أثينا وحليفتها فرنسا.

وقد أدى اكتشاف حقول الغاز الطبيعي في شرقي المتوسط، إلى تراشق لفظي واستعراض قوى عسكرية، يُخشى أن تتحول إلى أعمال حربية بين اليونان وقبرص من جهة وتركيا من جهة أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى