لبنان يسجّل أعلى نسبة إصابة في العالم

جان ماري توما-
دقّ رئيس نقابة الأطباء في لبنان، شرف أبو شرف، ناقوس الخطر يوم الأحد، وأعلن أنّ لبنان سجّل أعلى نسبة إصابة بفيروس كورونا في العالم، حيث تجاوزت الأرقام 15٪. وطالب السيد أبو شرف في هذا السياق، بـ«الإقفال التام وإرتداء الكمامة الصحيّة وحظر التجمعات كحلول طارئة». وتأتي التعليقات في الوقت الذي أصبحت فيه المستشفيات ووحدات العناية المركّزة ممتلئة في العديد من المناطق، وأعلنت الدولة رسميًا أكثر من 5000 إصابة يومية لمدة ثلاثة أيام.
إذًا بدأ لبنان يومه الرابع بعد إعلان الإقفال العام الذي يشمل استثناءات كثيرة، في محاولة لتجنّب المزيد من المعاناة الإقتصاد. وقد استنكر العديد من الخبراء هذه الاستثناءات ورأوا أنها تفتقر إلى الجديّة في عمليّة مكافحة الوباء، وفق ما ورد في موقع «لوريان لو جور».
ونظرًا لخطورة الوضع، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، مجلس الدفاع الأعلى، لعقد اجتماع طارئ يوم الاثنين الساعة الثالثة بعد الظهر، من أجل معالجة الوضع الصحي وأزمة قطاع المستشفيات في لبنان.
«إقفال تام»
أعلن شرف أبو شرف في تصريحات نقلتها صحيفة «النهار» أنّ «نسبة الإصابة بفيروس كورونا تتجاوز 15٪ وهي نسبة عالية جدًا لم تصل إليها أي دولة في العالم… لقد وصلنا إلى السيناريو الذي حذّرنا منه سابقًا، مع زيادة سريعة ومكثّفة في عدد الإصابات. أسرة المستشفيات، وخاصة العناية المركزة لمرضى فيروس كورونا، مشغولة الآن بالكامل». وأضاف: «لبنان يدفع ثمن إهمال المواطنين والمسؤولين…الحل الطارئ الآن يجب أن يتمثّل بالإغلاق الكامل للبلد وارتداء الكمامة الصحية ومنع التجمعات».
بالإضافة إلى ذلك، دعا رئيس نقابة الأطباء إلى «تجهيز المستشفيات العامة. فالمستشفيات الخاصة مليئة بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون أيضا للعلاج». وأكّد شرف أبو شرف على ضرورة التنسيق الكامل بين وزارة الصحة والصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات لتوزيع المرضى في المحافظات. وختم: «أمّا المستشفيات الميدانية التي ظهرت بعد انفجار مرفأ بيروت، فهي شبيهة بالمستشفيات الميدانية العسكرية، وتتطلّب تجهيزًا خاصًا لعلاج مرضى فيروس كورونا وخاصة معدات العناية المركزة».
«حالة طوارئ صحيّة»
إزاء هذا الوضع المؤلم، وخلال مقابلة مع صحيفة «الأنباء»، دعا رئيس اللجنة الصحية البرلمانيّة، النائب عاصم عراجي، حكومة تصريف الأعمال إلى إعلان حالة الطوارئ الصحيّة في البلاد وإجبار جميع المستشفيات العامة والمستشفيات الخاص على استقبال جميع المرضى بناء على المرسوم التشريعي الصادر عام 1983، الذي يقضي بضرورة فتح المستشفيات. وشرح عراجي: «إن فتحت هذه المستشفيات أقسامًا لفيروس كورونا واستقبل كل منها عشرة مرضى فقط، فسيتم حل المشكلة، لكن للأسف نحن في بلد نتجادل فيه حول كل شيء»، مشيرًا إلى أنه فوجئ من الأشخاص الذين «يواصلون السباحة والخروج وكأنهم لا يهتمون بالوضع المأساوي». وتابع عراجي، قائلًا إنّ حالة الطوارئ الصحيّة هي «الحل الوحيد للأزمة في الوقت الراهن». وأضاف: «كل يوم، يتم إدخال ما بين 50 و60 مريضًا إلى المستشفى في الأقسام المخصّصة لفيروس كورونا، وينقصنا حاليًا من 400 إلى 500 سريرٍ، ولا يزال 67 مستشفى ترفض الترحيب بالمرضى المصابين بفيروس كورونا». واندعش لعدم اتخاذ أي عقوبة ضد هذه المستشفيات. وأكمل: «يبدو أن كل مستشفى ينتمي إلى حزب سياسي، ولكن هذه مسؤولية وزارة الصحة والدولة، يجب أن يوضحوا للرأي العام الأسباب التي تحول دون تحميلهم المسؤولية».
من جهته ألقى مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، فراس أبيض، باللوم على السلطات التي أرادت حماية المصالح الاقتصادية، من خلال رفض المضي في الإقفال الكامل.