اليابان تكتشف سلالة ثالثة.. و«الأفريقية» هي الأخطر
«E484» الأسرع في الانتشار.. وبعوارضَ مختلفة ومتفاوتة الشدة

محرر الشؤون الدولية
سلالة جديدة من فيروس كورونا اكتشفتها اليابان أمس لدى أربعة مسافرين قادمين من البرازيل.
رئيس المعهد الوطني للأمراض المعدية تاكاجي واكيتا في طوكيو قال في إفادة للصحافيين بوزارة الصحة إن «السلالة الجديدة تختلف عن السلالتين اللتين اكتشفتا لأول مرة في بريطانيا وجنوب أفريقيا».
ولم تتوافر معلومات حول إمكان انتقال الفيروس المكتشف حديثاً أو ما إذا كان يمكن أن يسبب أعراضاً شديدة أو إذا كان مقاوماً للقاحات أم لا.
وذكر موقع «جابان تايمز» أن المعهد الوطني للأمراض المعدية وجهات أخرى تقوم بإجراء بحث مفصل حول هذه السلالة.
وكشفت بريطانيا وجنوب أفريقيا عن سلالتين جديدتين من «كورونا» سريعتَي الانتشار، وسط تخوف من ارتفاع عدد الإصابات وفقدان السيطرة على تفشي الفيروس.
وبعدما أعلنت لندن حالة الطوارئ الصحية نتيجة سرعة انتشار السلالة الجديدة التي وصلت إلى فرنسا، والمخاوف الإسرائيلية من السلالة الجنوب أفريقية، تعالت الأصوات حول مدى فعالية اللقاحات المتوافرة لمواجهة ما عُرف بالطفرة الجديدة، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية التي أشارت إلى أنّ باحثين أميركيين أظهروا أنّ الأجسام المضادة لا تعمل ضد السلالة الجديدة التي جرى تحديدها في جنوب أفريقيا وذلك بعد اختبارات مخبرية عدة.
في المقابل، أعرب كبير المسؤولين الطبيين في شركة موديرنا، تال زاكس، عن تفاؤله بفعالية اللقاح في مواجهة السلالة الجديدة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الشركة قولها: «أولاً، اللقاح يتألف من عشرات الأجسام المضادة لا من نوع واحد، فضلاً عن اعتمادنا على المعلوماتية الحيوية في صناعة الحمض النووي الوراثي، وهذا يعني أنّه سيثبت فعاليته على السلالتين الجنوب أفريقية والبريطانية».
بدورها، أوضحت شركة فايزر أنّ «لقاحها يعتمد على بروتين سبايك، الذي يحتوى على حوالى 1275 حمضاً أمينياً، في وقت لا تشكل السلالات الجديدة عشرة منها»، مشددة على أنّ «اللقاح يشمل الحمض الأميني رقم 501، الموجود في السلالة البريطانية والأفريقية».
وختمت الصحيفة الفرنسية بالحديث عن طفرة «E484» أي المنتشرة في جنوب أفريقيا، التي قد تكون المصدر الحقيقي للقلق، مشيرةً إلى أنّ الرئيس التنفيذي لشركة «بيونتيك» أكّد على تكيُّف اللقاح مع السلالة الجديدة خلال ستة أسابيع.
هذا وقام الباحثون باختبار طفرة «E484» دون غيرها باعتبارها الأسرع في الانتشار، إلا أنّ مدير الدراسات والأبحاث في معهد باستير الفرنسي ذكر أنّ هناك تبياناً ملحوظاً بين المصابين، فقد تكون السلالة الأفريقية بعوارض مختلفة ومتفاوتة الشدة بين المرضى.
«أيام مرعبة»
«الأحد عشر يوما القادمة ستكون مرعبة».. هذا ما كتبه المدير السابق للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الدكتور توم فريدين، في تحذير مرعب من تداعيات السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا، وتم رصدها قبل أيام في أميركا. فلأول مرة منذ ظهور كوفيد 19 في أميركا، تجاوز عدد الوفيات أربعة آلاف ضحية في يوم واحد.
وفي ظل هذه التطورات، رسم دكتور فريدين صورة مرعبة للوضع المتوقع في الفترة القادمة حين حذر قائلا «قريبون من السيناريو الأسوأ احتمالا»، ولم يستبعد قريبا اكتظاظ مستشفيات أميركا بمرضى كوفيد 19، وقال إن ذلك قد يصبح «المشهد المعتاد»، خصوصا في ظل ما أسماه بفترة الانتقال وما يرافقها من اضطراب سياسي، ناهيك عن القيود اللوجستية المرافقة لعمليات توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد.
وحذر فريدين من ان سير خط المرض في بريطانيا واسكتلندا يتزايد بشكل «لم يره من قبل». وقد اضطرت بريطانيا إلى فرض الإغلاق التام.
في لبنان، أعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف أن «نسبة إصابات كورونا في لبنان تجاوزت %15 وهي نسبة عالية جدا لم تسجلها أي دولة في العالم». وقال: «وصلنا إلى المحظور مع ازدياد أعداد الإصابات بشكل سريع ومكثف، وهي أكثر بكثير من عدد الفحوصات التي تجرى يوميا، وأسرة المستشفيات وخصوصا أسرة العناية الفائقة لمرضى كورونا أصبحت ممتلئة»، مؤكداً أن «لبنان يدفع ثمن التراخي عند المواطنين والمسؤولين».
حقل تجارب لكوبا
في سياق آخر، ستُجري كوبا اختبارات في إيران لدرس فاعليّة «سوبيرانا 02»، وهو بحسب زعم المركز العلمي الذي عمل على تطوير هذا اللقاح، أكثر اللقاحات الكوبية المحتملة تقدّماً. وتقول كوبا إنها تريد تحصين سكّانها في النصف الأول من 2021 بلقاحها الخاصّ ضدّ كوفيد 19.
وقد وقّع معهد فينلاي للتلقيح (آي أف في) الذي تُديره الدولة، مع معهد باستور في إيران، اتّفاقاً في هافانا سيسمح بـ«استكمال الأدلّة السريريّة للّقاح المرشّح سوبيرانا 02» وبحصول «تقدّم سريع في كلا البلدين في (مجال) التحصين المناعي ضدّ كوفيد 19».
ويأتي إعلان توقيع الاتفاق بين إيران وكوبا غداة تغريدة لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أعلن فيها الجمعة «حظر استيراد لقاحات مصنوعة في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة»، معتبرا أن «لا ثقة بها».