لبنان: باسيل يهاجم الحريري ولا يأتمنه على الإصلاح

بيروت – أنديرا مطر
تخطى لبنان عتبة الـ«خمسة آلاف» إصابة بـ«كورونا» يوميًا، ما ينذر بكارثة وبائية قد يعجز القطاع الطبي، ومعه الجهات الرسمية، على مواجهتها، ومع دخول البلاد يومها الرابع من الاغلاق تواصل إصابات «كورونا» ارتفاعها في ظل إصرار البعض على خرق القوانين، رغم محاضر الضبط التي تُسطر بحق المخالفين؛ اما بدافع الاستهتار واللامبالاة او بفعل الواقع الاقتصادي الصعب بالنسبة للمياومين الذين يجازفون بحياتهم من أجل تأمين لقمة عيشهم.
في الاثناء، لا تزال الأصوات المطالبة بشمولية قرار الإقفال تعلو، وأهمّها الصادر عن رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، الذي طالب بإقفال تام لمدة أسبوع، داعياً الرئيس ميشال عون إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية. من ناحيته دعا مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض الى «تغيير في الاتجاه واتباع نهج صارم لتجنب السقوط أكثر في الهاوية».
وأمام هذا الواقع دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع استثنائي للبحث في الوضع الصحي وواقع القطاع الاستشفائي.
حدثان خرقا سكينة الأحد
وفي الأحد الاول من منع التجول، صوتان خرقا الهدوء التام، صوت الطيران الإسرائيلي الذي واصل تحليقه على علو منخفض فوق كل لبنان جنوبا وبقاعا. وصوت رئيس التيار الوطني الحر الذي قدم مرافعة سياسية عن فريقه معلنا تصوره للخروج من الازمة في ظل تساؤلات عما سيكون موقف الحريري بعد هذا الهجوم.
وشن باسيل هجوما متعدد الأبعاد، مصوبًا على رئيس الحكومة «غير المؤتمن لوحده على الاصلاح والمتقلب في مواقفه»، مضيفًا أنه غير جاد في تشكيل الحكومة.
وتحدى باسيل كل الذين يتهمونه بالفساد أن يجدوا عليه «قرش فساد» مؤكدًا أن أنظف المناقصات تمت على أيامه في الكهرباء».
ولأن النظام السياسي كما المالي غير منزلين، دعا باسيل إلى «حوار وطني ينتج عنه تصوّر لبنان مشترك لنظام سياسي جديد يضمن الاستقرار في البلد»، مشيراً إلى أنه جرى الاتفاق مع حزب الله على حوار ثنائي لتقويم العلاقة بين الطرفين.
واعتبر باسيل أن الحصار المفروض على لبنان هو ورقة ضغط «لنسلّم ببقاء النازحين واللاجئين، ولنسير بالتطبيع».
وفي موضوع المصالحة الخليجية رأى باسيل بأن الخليج المتصالح يريح لبنان ولا يضعه بمحور ضد آخر.
واعتبر بأنه عندما يصاب الكابيتول هيل في أميركا، رمز التوازن الديموقراطي في العالم، لبنان يخاف على ديموقراطيّته، وأردف: «لمّا شفت كيف إدارة عم تعمل مع شعبها، قلت بسيطة قصة العقوبات التي فرضت علي».
كلام باسيل استدعى ردًّا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومن تيار المستقبل الذي اكد انه لن يدخل في مهاترات سياسية تاركا للبنانيين تصديق الوزير باسيل او عدم تصديقه.
ولفت المستقبل في بيان الى ان «الحكومة جاهزة تنتظر عند رئيس الجمهورية، لتكون حكومة مهمة تتولى الاصلاحات المطلوبة حسب المبادرة الفرنسية وليس حسب المعايير المذهبية والطائفية والعنصرية الباسيلية».
بدوره، اعتبر جنبلاط انه في ظل اجتياح كورونا لم يعد للسجال السياسي أي قيمة وأي معنى.
وقال جنبلاط: «البعض منا يتحمس أو يغرق في المحليات التي في كل يوم يتبين أننا ندور في حلقة مفرغة»، مشيراً إلى ان الانسان مهدد بوجوده وهذا الامر يقتضي الوعي بعيداً عن أناشيد غرائزية ندينها بشدة وتناقض القيم الإنسانية والتضامن، فالوباء لن يوفر أحداً».
في المقابل، جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوته الرئيسين عون والحريري إلى عقد اجتماع مصالحة شخصية، مشدداً على وجوب الاسراع في تشكيل حكومة إنقاذية غير سياسية.
شيشة الأمن في زمن «كورونا»
انتشرت صورة عبر مواقع التوصل الاجتماعي تظهر عناصر قوى الأمن الداخلي في أحد مطاعم الهرمل، من دون اتخاذ أدنى إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. ويظهر العناصر وهم يجلس بعضهم بجنب بعض، يشربون النرجيلة ولا يضعون الكمامات.
علما بأنّ الصورة المتداولة التقطت في الخامس من الشهر الحالي أي في مرحلة الاغلاق، والتحقيقات بدأت مع جميع العناصر لاتخاذ التدابير المسلكية بحقهم.