تقارير

ترامب يدنو من نهاية مخيبة.. وبنس لا يستبعد عزله

واشنطن تمدِّد الطوارئ وتستعد لـ«حفل جميع المخاطر» في 20 يناير

ولاء عايش –
بانتظار تنصيب بايدن رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في الـ20 من يناير ولملمة واشنطن تداعيات «الأربعاء الأسود» يسود القلق والتوتر أنحاء البلاد، لا سيما أن ترامب سيودع أمل البقاء رئيساً، ويختم ولاية اتسمت بمزاجية وقرارات غيرت واجهة العالم.
صحيفة لوباريزيان الفرنسية قالت إن خطر العنف لم ينته بعد، إذ ظهرت تهديدات جديدة تنذر بنشر أعمال شغب يوم تنصيب بايدن، ما استدعى تعزيز الحرس الوطني، وأوضحت أن شبكات يمينية متطرفة عديدة صعدت لهجة العنف ودعت لاستهداف الجميع بلا استثناء، لا سيما الصحافيين المسؤولين بشكل مباشر عن إعلان فوز بايدن المزيف، وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعات دعت إلى عودة التظاهر المسلح في واشنطن قبل 3 أيام من التنصيب، بدءاً من 17 يناير.
جوناثان غرينبلات رئيس رابطة مكافحة التشهير، وهي مرصد لتتبع خطاب الكراهية، أكد أن المتطرفين اليمينيين متحمسون بشكل كبير، وقد يتصاعد العنف قبل أن تتحسن الأمور. وكان أحد مستخدمي موقع «ذا دونالد وين» قد أكد في تعليق أن ترامب سوف ينصب رئيساً لولاية ثانية في 20 يناير، داعياً إلى تحويل العاصمة إلى رماد.
وبناء على ذلك مددت بلدية واشنطن حالة الطوارئ، وتم استدعاء تعزيزات من الحرس الوطني، وأقيمت حواجز لحماية المنصة المعدة للتنصيب قرب الكونغرس، خاصة أن وباء كورونا دفع المنظمين هذه السنة إلى خفض حجم الحفل.

بنس لا يستبعد العزل
فيما ينتظر الديموقراطيون وكثير من الأميركيين محاكمة ترامب وعزله فعلياً قبل الموعد المحدد، كشف مصدر مقرب من مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، أنه لا يستبعد تطبيق التعديل الـ25 في الدستور وعزل الرئيس، إلا أنه يفضل الاحتفاظ بهذا الخيار في حال أصبح الأخير أقل توازنا عقلياً. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» أن هناك مخاوف في فريق بنس من تطبيق التعديل بسبب احتمال خروج ترامب واتخاذ خطوات طائشة من شأنها وضع البلاد كلها في خطر.
وفي هذا الاطار ذكرت وكالة بلومبيرغ أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيقطع رحلته الخارجية ويعود إلى الولايات المتحدة اليوم (الاثنين)، ونقلت الوكالة، عن مصدر مطلع، أن عودة منوتشين المتوقعة تهدف لضمان استمرارية القيادة خلال فترة الاضطرابات التي تشهدها واشنطن.

سنياريوهات العزل
وفي حدث غير مسبوق في التاريخ الأميركي يواجه ترامب آلية عزل هي الثانية في ولايته على خلفية اتهامه بتعمّد إطلاق تصريحات شجّعت مناصريه على اقتحام الكونغرس، فكيف يمكن للفصل الأخير من رئاسة ترامب أن ينتهي؟
الخيارات تبدو محدودة في تأثيرها، لا سيما من خلال طبيعة الجدول الزمني اللازم لعزله، وهو ما يجعل هذه السيناريوهات أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلا خلال 11 يوما.
وهناك خياران قانونيان للعزل، التعديل الـ25، وآخر يتمثل بدعوة مسؤولي الإدارة الأميركية وقادة الجيش عدم اتباع أوامره الرئاسية. وفيما يتعلق بالتعديل الدستوري يبدو من غير المرجح أن يتم لأنه يتطلب تصويت نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء وثلثي الكونغرس وبما أن عطلة مجلس الشيوخ مستمرة حتى 19 يناير أي قبل يوم واحد من تنصيب بايدن، يصعب تحقيقه. في المقابل، أكدت نانسي بيلوسي على قادة الجيش الأميركي عدم تنفيذ أوامر الرئيس إذا قرر شن حرب خارجية.

إرث قبيح.. ونرجسية مغلفة بالبارانويا
ولا يزال ترامب يصرعلى إثبات نرجسيته المغلفة بالبارانويا، ولا يزال يعتقد أنه شامخ لا تمكن هزيمته، فبعد أن أقر مؤخراً نية تسليم السلطة لبايدن بشكل سلمي تراجع كعادته وعبر عن ندمه لقول ذلك، وكأنه يمهد للتخريب مرة أخرى.
«واشنطن بوست» وصفت أن فترة ترامب قد بلغت باجتياح الكونغرس آخر فصولها، وتساءلت عن شكل الظروف التي سيغادر فيها البيت الأبيض، وكيف سيزيد هذا الرحيل إرثه الملوث أصلاً قبحاً. والأخطر من ذلك أنه يواجه الآن احتمال محاكمته للمرة الثانية، وهو مصير إن حدث سيجعل منه الرئيس الوحيد الذي يحمل وصمة العار للأبد.
وفي ظل عدم مبادرته بالاستقالة وغياب أي تحرك لعزله بموجب الفصل الـ25 من الدستور قد تتخذ إجراءات مساءلته نسقاً سريعاً، خاصة أن الفكرة برمتها انتقلت في غضون أيام قليلة من مشاورات أولية إلى احتمال اتخاذ إجراء محتمل أوائل الأسبوع.

ماضي أميركي مروِّع.. وجهل بالتاريخ
فيما تهافتت الأحاديث عن براءة الأميركيين ووصف الكثير حادثة الاقتحام بالأمر المروع، يؤكد التاريخ أن الولايات المتحدة شهدت سلسلة حوادث عنيفة وأكثر دموية من اقتحام الكونغرس وفق صحيفة نيويورك تايمز. وأوضحت الصحيفة أن الجهل بالماضي الذي وثقه المؤرخون كان جلياً بشكل مؤلم بعيد اقتحام الغوغاء للكونغرس، حيث ظهر كبار المعلقين على الحدث ليكرروا على مسامع الناس أن ما حدث كان عملا شاذا، ولا يمثل الشعب الأميركي.
ورأت «نيويورك تايمز» أن هذا النسيان المقصود لتاريخ الولايات المتحدة، الذي فاقمته الأسطورة القائلة ببراءة الأميركيين، أثبت خطورته على أصعدة مختلفة، فقد قاد العديد للنظر إلى إصرار ترامب على فوزه في انتخابات خسر فيها بالفعل، واحتضانه المتزامن للتطرف اليميني، على أنه مسرحية سياسية ستختفي من المشهد بهدوء عندما ينصب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن الظروف التي قادت للاقتحام شبيهة بتلك التي شهدتها أميركا في القرن الـ19، عندما تراجع الجنوبيون عن حقبة السماح للسود بتقرير مصيرهم المعروفة بحقبة إعادة الإعمار، وأطلقوا العنان لعهد الاستبداد العنصري.

8 دقائق.. لتنفيذ ترامب هجوم نووي

لوهلة، بدا أن دونالد ترامب قد استوعب أخيراً انتهاء ولايته وأن الأمر قد حسم، حين أعلن أن انتقال السلطة سيتم بشكل منظم وسلمي، إلا أن مزاجية هذا الرجل لا تتغير ومواقفه تتبدل في ثوان، إذ أعرب مؤخراً عن أسفه لإدانة أعمال الشغب والتوعد بسلمية نقل السلطة. ووسط هذه التقلبات، رسمت صورة مرعبة لرئيس مضطرب قد يصدر أمراً بشن هجوم نووي في أي وقت، فهل يوجد رادع يمنع التنفيذ؟
1 – يحتاج ترامب 8 دقائق لإصدار أمر بهجوم نووي.
2 – لا يحتاج إلى موافقة الجيش أو الكونغرس لتنفيذ أي ضربة.
3 – يحمل المساعدون العسكريون حقيبة تحتوي رموز إطلاق نووية تعرف باسم «كرة القدم».
4 – تُمكن هذه الحقيبة القائد الأعلى من إصدار أمرٍ سريع لشن ضربة نووية.
5 – يتم التحقق من هوية الآمر ببطاقة تعريف تُحفظ في البيت الأبيض.
6 – خُطط البنتاغون المسبقة للضربات النووية تُمكن القائد الأعلى من الموافقة على هجومٍ متأخر أو ضربة مضادة.

طيار يحذر أنصار ترامب: «تأدَّبوا وإلَّا..»!

هدد طيار على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية، كانت متجهة من واشنطن العاصمة إلى فينيكس، بتحويل مسار الطائرة، وترك أنصار الرئيس دونالد ترامب، غير المنضبطين، في كانساس، بعد يومين من اقتحام مبنى الكونغرس. وتُظهر مقاطع فيديو رُكاباً من أنصار ترامب يرتدون قبعات حمراء في بداية الرحلة هاتفين «قاتلوا من أجل ترامب» ما دفع الطيار إلى مخاطبتهم قائلاً: «هكذا سيسير الأمر! الرحلة مدتها أربع ساعات ونصف الساعة ومتجهة إلى فينيكس، لكننا سننزل بهذه الطائرة في وسط كانساس ونترككم، ولن أبالي. سنفعل ذلك إذا لزم الأمر، فتأدبوا من فضلكم».

ودافعت شركة الخطوط الجوية عن تصرف الطيار، مشيرة إلى أن بعض الركاب رفضوا الامتثال لارتداء الكمامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى