راتيه وطفلاها.. آخر صورة مفجعة من «الأندونيسية»
حطام وأشلاء في بحر جاوة.. وتحديد موقع الصندوقين الأسودين

محرر الشؤون الدولية
لم تكن الأم الأندونيسية راتيه ويندانيا تدرك أن صورتها التي نشرتها برفقة طفليها ورمزين تعبيريين يرسلان القبلات من قلب طائرة «بوينغ 737» في مطار جاكرتا ستكون الأخيرة، وتتحول إلى فاجعة.
راتيه علقت على الصورة على «إنستغرام»، قائلة: «إلى اللقاء مع العائلة. نحن في طريقنا إلى المنزل في الوقت الحالي».
لكن الأم لم تصل بعد، فالطائرة بعد دقائق من إقلاعها تحطمت في بحر جاوة، ولقي 62 من الركاب على متنها، بينهم عشرة أطفال، وطاقم الطائرة، حتفهم.
اختفت الرحلة عن شاشات الرادار بعد دقائق من إقلاع الطائرة، ووصلت إلى ارتفاع 11 ألف قدم، قبل أن تهبط فجأة إلى 250 قدماً، ويفقد برج المراقبة الاتصال بها. وقال سكان جزيرة ثاوزند إنهم سمعوا دوي انفجارين، قبل العثور على أشياء في البحر. السلطات الأندونيسية قالت إنها عثرت على حطام وأجزاء من الجثث في المياه. وأظهرت الصور عمال الإنقاذ وهم يسحبون الأنقاض، في بحث يائس عن ناجين.
الصندوقان الأسودان
وأعلن رئيس لجنة الوطنية لسلامة النقل سورجانتو تجاهجانتو أنه تم تحديد موقع الصندوقين الاسودين، في خطوة من شأنها مساعدة المحققين على معرفة أسباب الحادث. وقال تجاهجانتو إنّ الغطاسين الذين عثروا على أشلاء جثث وحطام وقطعة ملابس أطفال «سيقومون بالبحث (عن الصندوقين) وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل استعادتهما».
شقيق راتيه، عرفانسياه ريانتو، نشر صورة للعائلة. وقال: «صلوا من أجلنا». ومثل عشرات من الأقارب اليائسين الآخرين، هرع إلى مطار سوكارنو هاتا في جاكرتا، ولايزال يأمل في الحصول على أخبار جيدة عن أخته وأربعة من أفراد عائلته، بمن فيهم والديه.
«أرسلت لي صورة للطفل اليوم…قلبي ممزق.. لدي 4 أفراد من عائلتي على متنها زوجتي وأولادي الثلاثة. آمل الحصول على أنباء جيدة… فلا خيار أمامنا سوى الانتظار». بهذه الكلمات تحدث أقارب وأهالي ضحايا ركاب الطائرة، الذين ينتظرون الأخبار في مطار بونتياناك.
ومن بين الركاب بيبين سفيان (59 عاما) وزوجها دان رزانة (58 عاما). وقال ابن شقيقها هندرا: «التقطا صورة سيلفي وأرسلاها إلى أولادهما قبل الإقلاع».
وقالت سري راهايو إن 5 من أسرتها كانوا على متن الطائرة، مبينة أن أسرتها كانت ستسافر الأحد، إلا أنهم غادروا السبت بعد تغيير خطة سفرهم.
الشرطة طلبت من العائلات تقديم معلومات للمساعدة في التعرف على أي جثث يتم استردادها مثل سجلات الأسنان وعينات الحمض النووي.
وفي مستشفى الشرطة قال شقيق مساعد الطيار دييغو ماماهيت إنه طُلب منه عينة دم.
وقال كريس ماماهيت: «أعتقد أن أخي الأصغر نجا، هذه فقط لإجراءات الشرطة..دييغو رجل طيب، ما زلنا نعتقد أن دييغو نجا».
في ملفه الشخصي على تطبيق لينكدإن، كتب دييغو «أحب الطيران حقًا».
يتمتع هو والطيار أفوان، الذي يحمل اسما واحدا فقط، بما يقرب من عقدين من الخبرة في الطيران التجاري بينهما. وقال أحد أقارب افوان، الذي كان يعمل في السابق طيارا في القوات الجوية: «ما زلنا نحن العائلة نأمل في الحصول على أخبار جيدة».