تقارير

منظمة الصحة العالميّة تزور الصين في مهمّة صعبة

جان ماري توما-

بعد مفاوضات طويلة، تفتح بكين الباب أخيرًا. أعلنت السلطات الصينيّة عن قدوم فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى الصين، الخميس المقبل، المسؤول عن تتبّع أصول وباء فيروس كورونا.
ومثل جميع المسافرين الذين يصلون إلى الأراضي الصينية، سيتعيّن على الفريق أولًا، الالتزام بحجر لمدّة أسبوعين صارمين قبل أن يتمكّنوا من بدء عمليات التفتيش.

في الأسبوع الماضي، ألغت بكين في اللحظة الأخيرة وصول الخبراء، بحجة عدم وجود جميع التراخيص اللازمة، الأمر الذي جعل الصين تتلقّى توبيخًا نادرًا من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من هذه الأخبار، بالنظر إلى أن عنصرين من الفريق قد بدآ رحلتهما بالفعل».

عدم الإعلان عن برنامج واضح
أعلنت وزارة الصحة الصينيّة في بيان مقتضب، أنّ الخبراء الدوليّين «سيجرون بحثًا مشتركًا مع العلماء الصينيّين حول أصول فيروس كورونا»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول البرنامج، وفق ما ورد في موقع «لي إيكو» الفرنسي.
أوضح رئيس منظمة الصحة العالمية في نوفمبر: « سنبدأ الدراسة من ووهان، وسنعتمد على النتائج التي تم الحصول عليها لتحديد ما إذا كانت هناك طرق أخرى للاستكشاف».

يأتي الضوء الأخضر الصيني بعد عام على اليوم التالي لإعلان الوفاة الأولى في ووهان، وفي وقتها كان لا يزال مجرد فيروس غامض. ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في هذه المدينة الواقعة في وسط الصين للمرّة الاولى، في أواخر عام 2019. ومنذ ذلك الحين، احتوت الصين الفيروس إلى حد كبير، باستثناء حالات تفشي متفرقة.

هل ستبرئ الصين نفسها؟
تم انتقاد بكين دوليًا لتغطيتها مدى انتشار الوباء وتأخّرها في الاستجابة. يشكّل أصل الفيروس وشروط انتقاله إلى الإنسان موضوعًا سياسيًا بارزًا. تحاول الصين منذ عام إعادة كتابة التاريخ لتبرّئ نفسها بشكل أفضل من جميع المسؤوليات المتعلّقة بالوباء.

بعد سلسلة من الحالات في المرافئ الصينية والعاملين في مستودعات التبريد، تركّز الصين على احتمال دخول فيروس كورونا إلى البلاد عن طريق استيراد أغذية مجمّدة. استغلّت وسائل الإعلام الحكوميّة أيضًا الأبحاث التي تشير إلى وجود إصابات في الولايات المتحدة وإيطاليا سبقت ووهان. قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في 4 يناير، قُبَيل زيارة الخبراء، «تشير المزيد والمزيد من الأبحاث إلى أن الوباء ربما يكون بسبب أوبئة منفصلة في عدة أجزاء من العالم».

في المقابل، روّجت إدارة ترامب نظريّة أن الفيروس ربما يكون قد هرب من مختبر بيولوجي شديد الأمان في ووهان.

من جهّة أخرى، أعرب العلماء عن قلقهم من أن تسييس مهمّة منظمة الصحة العالمية، قد يجعل العثور على أصل كورونا،-عادة ما يكون تمرينًا شاقًا بالفعل-  مستحيلًا تقريبًا، خاصةً بعد أكثر من عام على ظهور الحالات الأولى.

وقد وعد تيدروس أدهانوم غيبريسوس في الماضي بأن «موقف منظمة الصحة العالمية واضح للغاية: نحن بحاجة إلى معرفة أصل هذا الفيروس، لأنه يمكن أن يساعدنا على تجنّب أوبئة أخرى في المستقبل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى