الشرق الأوسط

400 عائلة سورية مشردة في لبنان.. بعد حريق مخيم بحنين

علي حمدان –

بعيد أيام على إحراق مخيمهم في منطقة بحنّين شمالي لبنان، اصطف اللاجئون السوريون أمام مبنى بلدية البلدة لاستلام المعونات التي قدمتها جمعيات خيرية ومنظمات دولية من مواد غذائية، منظفات، بطانيات، قوارير الغاز وغيرها من الاحتياجات الأساسية، بحسب صحيفة لوريون توداي.

لا تعلم العائلات السورية التي شرّدها الحريق، أين ستستقر بعد الكارثة التي ألمّت بها، لا سيما عقب إصدار صاحب الأرض التي شُيد عليها المخيم بياناً، يعلن فيه رفضه نصب الخيم على أملاكه من جديد، وذلك «من أجل تفادي تكرار الحادثة نفسها مستقبلاً»، وسط أنباء عن رفض وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية إعادة بناء المخيم.

لوريون توداي حاولت التحقق من صحة الأنباء من خلال اتصالها بمسؤولين في الوزارة المذكورة، لكن أحداً لم يقدّم أجوبة واضحة.

وبينما يقوم رفاقه بالبحث بين الركام عن مقتنيات لم تلتهمها ألسنة النار، يقول أحد قاطني المخيم: «عندما شاهدت الحريق قمت بالفرار من خيمتي على الفور، لم أتمكن من أخذ ملابسي حتى».

إشعال المخيم عشية الميلاد في 24 من ديسمبر الماضي، والذي أدى إلى تشريد 400 عائلة سورية، شكل صدمة للرأي العام اللبناني والعالمي، واستدعى موجة استنكارات سياسية وحقوقية واسعة.

الحادثة فتحت الأعين على العقبات التي تضعها الحكومة اللبنانية، في طريق المساعي الإنسانية الدولية للاجئين.

بالرغم من عدم صدور نتائج التحقيقات حول أسباب الحريق، صرح شهود عيان سوريون ولبنانيون للصحيفة المذكورة، بأن إشعال المخيم أتى على خلفية عراك بين أفراد لبنانيين وسوريين حول أمور مالية.

وتقول مريم وهي أحد لاجئي المخيم: «قام الشبان اللبنانيون باستقدام عناصر مسلحة أطلقت النار عشوائياً، ثم قاموا بإضرام النار في الخيم».

لبنانيو بلدة بحنّين وجوارها أعربوا عن تعاطفهم مع العائلات السورية، وفتحوا منازلهم للفارين من النار المستعرة للمبيت فيها، ونائب رئيس بلدية القرية وضع الحادثة في الإطار الفردي.

شاب سوري من المخيم قال :«الشخص الذي قام بإشعال النار في خيمنا لا يمثل كل سكان المنطقة، كثر قدموا لتقديم يد العون، البعض عرضوا علينا نقلنا إلى حيث نشاء بسياراتهم».

من جابنه يقول أحد الشبان اللبنانيين المتطوعين لمساعدة من فقدوا كل شيئ في تلك الليلة: «نحن والسوريون نعمل في الزراعة هنا، ونعيش الظروف السيئة نفسها منذ زمن، نحن نحتاج اليهم وهم بحاجة إلينا، وكثر منهم قدموا إلى بحنّين قبل إندلاع الحرب في سوريا».

محمد حسن، مدير مركز حقوقي يُعنى بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان، استغرب حادثة الحريق وأشاد بالتضامن الواسع من قبل اللبنانيين مع العائلات المشردة، معتبراً أن التقارب الجغرافي ما بين طرابلس وسوريا، يعكس التقارب التاريخي بين أهالي الشمال اللبناني والمناطق السورية المحاذية.

خالد كبارة، الناطق الرسمي بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، صرّح بأن عدم إعتراف السلطات اللبنانية بوجود السوريين بصفة لاجئين في لبنان، تمنع المنظمات الدولية من تشييد مخيمات لهؤلاء على الأراضي اللبنانية، وعليه تقوم المفوضية بدعم السوريين بعد عثورهم على مساكنهم بأنفسهم.

ويضيف كبارة: «نحن نقوم بمساعدة اللاجئين على تأمين المياه وغيرها من الإمدادات فور عثورهم على مسكن، القوانين اللبنانية لا تخولنا تقديم خدمات إسكانية».

في الوقت الذي أعرب فيه كثر من قاطني المخيم الذي أصبح رماداً، عن رغبتهم بإعادة نصب خيمهم والعيش في البقعة نفسها التي اعتادوها، أعلن نائب محافظ لبنان الشمالي عن عمل البلديات في المنطقة، على توزيع العائلات المشردة على المخيمات السورية في بلدات المحافظة، فيما تمكن آخرون من آستئجار شقق سكنية بعد تلقيهم للمعونات المالية.

على صعيد آخر أدت زيارة وفد تابع للسفارة السورية في لبنان إلى المخيم من أجل تقديم المساعدة، إلى توترات في بحنّين المناوئة سياسياً بأغلبيتها للنظام السوري.

ويقول ناشط لبناني: «تصعيد خطاب بعض الجهات السياسية في لبنان مؤخراً، ضد تواجد اللاجئين السوريين في لبنان، واعتماد خطاب كراهية تجاههم أدى إلى وقوع الحادثة».

في المقابل، عبرت مريم، أحدى القاطنات لمخيم بحنين، عن رغبتها بالعودة إلى سوريا بعدما حصل، لكن زوجها لا يبدو مقتنعاً بفكرتها حتى الساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى