جان ماري توما-
صرّح رئيس الوزراء الأسترالي السابق، كيفن رود، أنّ الخطوة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والتي تتمثّل برفع جميع «القيود المفروضة ذاتيًا» عن العلاقات الأميركية مع تايوان، قد تزيد من وتيرة التوتّر، قُبَيل تولّي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.
وفي حديثٍ لـ«CNBC»، يوم الإثنين، أوضح رود أنّ «ما يفعله بومبيو هو بمثابة زرع سلسلة كاملة من الألغام الأرضية أمام إدارة بايدن».
نذكّر أنّ تايوان هي جزيرة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي ولكن تدّعي الصين أنها جزء من أراضيها.
صفعة اميركيّة على الوجه الصيني
قال رود، الذي يشغل الآن منصب رئيس معهد سياسة مجتمع آسيا، إن هذه الخطوة قد تمثل نهاية «سياسة الصين الواحدة»، أي المبدأ الذي تعترف بموجبه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بوجود حكومة صينية واحدة فقط .
وتابع، «أعتقد أنّنا بحاجة إلى فهم أننا نتّجه نحو نهاية لـ”سياسة الصين الواحدة”وماذا يعني ذلك للأسواق؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة للمجتمع الدولي؟ يعني فترة جديدة من عدم الاستقرار الاستراتيجي الحقيقي، نظرًا لأنّ هذا عنصر أساسي للإيمان ببكين».
مع العلم، أنّ الحزب الشيوعي لم يحكم تايوان أبدًا، لكن بكين، تعتبر إعادة توحيد الجزيرة مع الأراضي الصينية أمرًا محتملاً، وبالتالي ليس لتايوان الحق في المشاركة في دبلوماسية دولية خاصة بها.
ردّ الصين وتايوان على تحرّك بومبيو
الصين انتقدت قرار الولايات المتحدة رفع القيود عن تايوان، في حين شكرت وزارة الخارجية التايوانية بومبيو على تويتر.
صرّح تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الصين عارضت خطوة بومبيو وستردّ بحزم محاولات تخريب مصالحها، بحسب رويترز.
في المقابل، قال وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، إن رفع بومبيو للقيود الأميركيّة هو «شيء كبير». وأضاف: «تمّ رفع علاقة تايوان-الولايات المتحدة إلى مستوى شراكة عالمية. لن تتخلى وزارة الخارجية عن الحذر، ونأمل في مواصلة تعزيز تنمية العلاقة بين تايوان والولايات المتحدة».
تعقيد الطريق امام بايدن
ومن جهّته، أشار رود إلى أنّ بومبيو قد يكون لديه دافع لتشديد موقف الولايات المتحدة بشأن الصين الآن، حتى يتمكن من مهاجمة بايدن إذا قامت الإدارة الجديدة بإجراء أي تغييرات في السياسة.
كما ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن بومبيو مرشّح رئاسي محتمل لعام 2024.
رغم ذلك، وبرأي رود، من غير المرجح أن تبتعد إدارة بايدن عن «الغموض الاستراتيجي» الذي لطالما اتبعته السياسة الخارجية بشأن تايوان.
وأوضح أنّ الغموض يساعد في الحفاظ على «شك كافٍ» بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان على الفور إذا تبنّت الجزيرة أي «سياسة متهوّرة»، مثل إعلان الاستقلال من جانب واحد عن الصين.
