من هو القاتل الصامت الذي ذاع صيته في الجزائر ؟

في ظل الانخفاض القياسي لدرجات الحرارة في الجزائر، لا يزال الغاز المحترق المنبعث من مختلف أجهزة التدفئة والتسخين، يحصد أرواح الضحايا ويصنع مآسي العائلات التي تغفل عن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان المكوث في بيوتها في جو دافئ وآمن.
ضحايا القاتل
مصالح المديرية العامة للحماية المدنية سجلت منذ مطلع شهر يناير الجاري إلى السبت الماضي، ست وعشرين حالة وفاة جرّاء الاختناق بغاز أحادي الكاربون، وإنقاذ أربعمائة وواحد وعشرين شخصا تعرضوا للاختناق بالغاز المنبعث من أجهزة التدفئة والتسخين في مناطق مختلف من ولايات الجزائر.
أجهزة كاشفة
ومع تزايد حالات الاختناق بالغازات المحترقة ظهرت في الأسواق بعض الأجهزة الكاشفة لغاز أحادي أكسيد الكاربون، والتي يتم تركيبها في المنازل لإطلاق صفارة الإنذار في حال وجود أي تسرب للغاز، خاصة وأن هذه الأجهزة صغيرة الحجم وهي جد حساسة ما يستوجب خضوعها لمعايير محددة ومراقبة دورية للتأكد من عملها بصفة جيدة.
غش واحتيال
بعض المختصين أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات تحذير من وجود بعض الأجهزة الكاشفة للغازات مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات، وتباع بأسعار جد متدنية، سرعان ما تصاب بعطب يعطل عملها، ويجعل صاحب البيت يحس وأنه في مأمن إلاّ أنه في الحقيقة يعتمد على جهاز معطل لا يطلق الإنذار بوجود الغاز وهو ما قد يؤدي إلى حدوث الكارثة.
في غضون ذلك، كشفت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك على صفحتها على الفيس بوك، وجود أجهزة كاشفة للغاز تفتقد لشهادات المطابقة، كما أن أجهزة أخرى اعتمد مصنعوها على مطابقة النظام الأوروبي، وأنتج نظام خاص بالجزائر للمطابقة على الأجهزة الكاشفة للغاز، لكن في الأسواق توجد أجهزة لا تحترم تلك المعايير.
وعي المواطن
وفي ظلّ كل تلك المعطيات وتزايد حالات الوفيات جراء الاختناق بالغاز، يبقى الالتزام بالإجراءات الوقائية واتخاذ الاحتياطات اللازمة من طرف المواطنين هو الحل الأمثل لتفادي حوادث الاختناق، خاصة ما تعلق منها بصيانة الأجهزة والتأكد من سلامة التوصيلات وكذلك القيام بعملية تنقية منافذ الهواء والمداخن خاصة على أسطح العمارات الجماعية وحتى في البيوت الفردية، مع ترك منافذ للهواء داخل البيوت.