الشرق الأوسط

جنرال إسرائيلي: 33 عامًا وانتفاضة الحجارة ما زالت تلاحقنا

بعد أيام على مرور الذكرى الـ33 لانتفاضة الحجارة اعترف أحد القادة الاسرائيلين المخضرمين مدى قساوة هذه الانتفاضة بالنسبة لإسرائيل وأكد أنها ساهمت في تآكلها على مدى سنوات ورغم ما حصل لم تستخلص اسرائيل العبر بعد، فانتفاضة الشعب الفلسطيني أدخلت مفرادت جديدة لقاموس الإعلام العالمي، مظاهرات.. رشق حجارة.. وزجاجات أحرقت عزم الجيش الذي لا يقهر.

موشيه إلعاد جنرال إسرائيلي سابق وصف في مقال له بصحيفة «اسرائيل اليوم» أن تلك الانتفاضة كانت أشبه بالاختراق بعد أن قررت كل مدينة وقرية وحي فلسطيني المشاركة فيها والاشتباك مع الجيش والمستوطنين.

إلعاد الحاكم العسكري الأسبق لمدينتي جنين وبيت لحم ورئيس آلية التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أوضح أنه طيلة 20 عامًا بين 1967 و1987 ساد صمت خافت حرفيًا في المناطق الفلسطينية وفجأة دخلت الانتفاضة الشعبية للفلسطينيين إلى حياة الإسرائيليين مثل بركان لا يتحكمون فيه ولا يعرفون متى سينفجر اندلعت بصورة لم يرها أحد.

تآكل مكانة اسرائيل

انتفاضة الحجارة بدأت من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة وانتقلت إلى كافة المدن الفلسطينية الأخرى لتكون من أهم الأحداث التي أثرت على تاريخ فلسطين. استخدم فيها الحجر سلاحاً أمام آليات الاحتلال العسكرية وبنادقه. ومن أبرز تداعياتها تغييرالخارطة الحزبية وظهور فصائل مقاومة جديدة، وقد استمرت 6 سنوات قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

تلك الانتفاضة لم تؤثرعلى الساحة الفلسطينية فقط، إذ أكد موشيه إلعاد أنها عملت على تآكل مكانة اسرائيل الدولية ويستغرب «كيف لنا أن نسأل النرويجيين والسويديين والدنماركيين وشعوب باقي الدول الإسكندنافية لماذا أنتم ضدنا؟».

وأشار إلعاد المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي إلى أن الانتفاضة الأولى هي الحادثة الأمنية الأولى التي بلغ عدد ضحاياها قرابة المائة إسرائيلي و1500 فلسطيني، غلبت عليها الكثير من أسباب التشكل عشية اندلاعها، بسبب عدم وجود أفق سياسي وووجود عدد كبير من الشباب الفلسطيني العاطلين عن العمل خاصة عقب إطلاق سراح 1150 أسيراً في صفقة تبادل الأسرى عام 1985 مقابل 3 أسرى من الجيش الإسرائيلي.

وأوضح أن «الفلسطينيين حين أطلقوا انتفاضتهم الأولى فسروا هذه الصفقة بأنها ضعف كبير لإسرائيل واليوم بعد مرور كل هذه السنوات على هذه الانتفاضة فإنه يمكن التأكيد على القليل جداً حول تداعياتها وما زالت تلازمنا بعضها حتى يومنا هذا». فالأضرار التي لحقت بقوة الردع الإسرائيلية ما زالت قائمة وماثلة، لأن هناك خطا مستقيما بين نتائج حرب أكتوبر 1973، وجرأة التنظيمات الفلسطينية على إسرائيل في الأردن ولبنان خلال حقبة السبعينيات وعودة سكان الأراضي المحتلة لذات الجرأة في أواخر الثمانينيات حيث توقفت إسرائيل عن إخافة العرب والفلسطينيين في حرب 1967، وتوقفت مؤسستها العسكرية عن الردع.

وأكد إلعاد أن صورة الطفل الفلسطيني البالغ عشر سنوات وهو يلقي حجراً على دبابة إسرائيلية في نابلس ستُحفر إلى الأبد في ذاكرة العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى