«كورونا» يفرض سلطانه.. لا مناعة قطيع هذا العام
«موديرنا» تبحث جرعة معززة.. و«فايزر» سينتج ملياري جرعة

لا يزال فيروس «كورونا» المستجد يفرض سلطانه على العالم أجمع معيداً عقارب الساعة إلى الوراء جراء التفشي السريع للوباء، الذي يضغط على المستشفيات والحكومات رغم انطلاق عمليات التطعيم.
منظمة الصحة العالمية، نبهت الى أن المناعة الجماعية لن تتأمن هذا العام رغم بدء توزيع اللقاحات في بلدان عدة. مشددة على أهمية مواصلة تطبيق إجراءات الحماية مثل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي ووضع الكمامة للسيطرة على الوباء، وشددت على أن طرح اللقاحات على العامة «يستغرق بعض الوقت»، كما أن «توسيع نطاق إنتاج الجرعات يستغرق وقتًا ليس فقط بالملايين، ولكن هنا نتحدث عن مليارات».
شركتا «فايزر» و«بيونتيك» رفعتا مستهدف إنتاج لقاحهما هذا العام إلى ملياري جرعة، مع تسارع الطلب العالمي على اللقاح.
وقالت «بيونتيك» في إفصاح تنظيمي، إن المستهدف الجديد يمثل زيادة %50 عن المتوقع سابقاً بإنتاج 1.3 مليار جرعة في عام 2021.
وارتفع الطلب على لقاح «فايزر- بيونتيك» مع ظهور سلالة جديدة أسرع انتشارًا.
وذكرت الشركة الألمانية أن موقعاً جديداً للإنتاج في «ماربورغ» من المتوقع أن يدخل حيز التشغيل الفعلي نهاية فبراير، بطاقة إنتاجية تبلغ 750 مليون جرعة سنوياً.
كبير المسؤولين الطبيين في شركة «موديرنا» «تال زاكس» قال إن لقاح الشركة قد يوفر مناعة لمدة عام واحد على الأقل، مؤكداً أن الشركة ستختبر ما إذا كان منح الأفراد جرعة ثالثة من اللقاح قد يوفر مزيداً من الحماية، إذ إنه يتم منح جرعتين في الوقت الحالي يفصل بينهما شهر واحد. وتابع: «من المفترض أن نوفر للأفراد معززات لمعرفة مدى نجاح تلك الفرضية».
التطعيم والعدوى
رغم بدء التلقيح لا تزال العديد من الدول في قبضة الجائحة، والغالبية العظمى من الأميركيين مثلا لم يتم تطعيمهم بعد، فهل من الآمن الآن قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة أو اشخاص آخرين لم يحصلوا على التطعيم؟ وهل يوفر التطعيم حماية فورية؟
نائب رئيس مجموعة الأمراض المعدية في أورلاندو هيلث في فلوريدا، إدغار سانشيز قال «يستغرق تكوين المناعة بعض الوقت»، بالتالي ليس من الآمن تماما الاختلاط مع أناس لم يتم تطعيمهم. وبينما يعتقد خبراء أنه من المحتمل أن تكون الجرعة الأولى وحدها توفر مستوى معينًا من الحماية ضد العدوى، ليس من الواضح للتو مقدار تعزيز المناعة.
ويقول إريك روبينيت، وهو اختصاصي الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى أكرون للأطفال في أوهايو «إذا تم تطعيمك، فيمكنك أن تصدق أن خطر إصابتك بفيروس كورونا المصحوب بأعراض شديد قد انخفض بشكل كبير». لكن ليس من الواضح حاليًا ما إذا كان التطعيم يحمي الشخص من نشر فيروس كورونا للآخرين. وهذا يعني أن الفرد الذي تلقى جرعتين من اللقاح يمكن أن يصاب دون علمه دون أن تظهر عليه أي أعراض، ويمكن بعد ذلك نقل العدوى لآخرين.
أعراض تدوم طويلاً
وأظهرت دراسة حديثة، أن أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالفيروس يعانون من عرض واحد على الأقل بعد ستة أشهر من خروجهم من المستشفى. ووفقًا للدراسة التي نُشرت، في مجلة لانسيت الطبية، قال العلماء إن هذا الواقع يبرز الحاجة إلى مزيد من التحقيق في آثار الفيروس التاجي المستمرة. ووجد الباحثون أن التعب أو تراجع قوة العضلات كانا أكثر الأعراض شيوعًا، بينما أبلغ أشخاص آخرون عن صعوبات في النوم.
ونظرت الدراسة أيضًا في مستويات الأجسام المضادة في الدم في ذروة الإصابة وبعد ستة أشهر، كانت مستويات الأجسام المضادة المعادلة لدى المرضى أقل بنسبة 52.5 في المئة. وهذا يثير مخاوف بشأن احتمالية إصابتهم بالعدوى مرة أخرى.
الفنان اللبناني وجيه صقر أصيب بفيروس كورونا للمرة الثانية، بعد أقل من خمسة أشهر على تعافيه، مطالبا الجميع باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بالمرض. وأشار صقر إلى أن الفحوصات الأخرى كشفت أنه خسرَ كل الأجسام المضادة لفيروس كورونا، التي أنتجت بعد إصابته الأولى. وكشف أنه يشعر حاليا بأعراض مختلفة عن التي شعر بها في إصابته الأولى.
إغلاقات وقيود جديدة
الفاشية المستجدة حول العالم دفعت بالعديد من البلدان إلى اعادة القيود المشددة. فبريطانيا تعيش «أسوأ وضع منذ بدء الجائحة» وربع القادمين إلى المستشفيات هم دون سن الـ 55، وربما يكون واحد من كل 30 شخصًا مصابًا، وقد يكون ضعف هذا العدد في أجزاء من لندن.
وطالبت المملكة المتحدة المسافرين الوافدين إليها من الإمارات العربية المتحدة عزل أنفسهم لمدة 10 أيام، بعد ملاحظة زيادة الحالات المصابة القادمة من دبي.
وقالت وزارة النقل البريطانية، إن المملكة المتحدة أزالت الإمارات، من قائمة الدول المعفاة من الحجر الصحي بعد زيادة مقلقة في حالات الإصابة المؤكدة.
وفي ألمانيا أشارت المستشارة أنجيلا ميركل إلى أن الإغلاق الصارم في ألمانيا قد يستمر من ثمانية إلى عشرة أسابيع أخرى. حيث يشعر مسؤولو الصحة بالقلق بشكل خاص بشأن انتشار المتحور الجديد الأكثر عدوى القادم من المملكة المتحدة، والذي يُعتقد أنه موجود في ألمانيا منذ عدة أسابيع. وقال وزير المالية الألماني، أولاف شولتز، إن تأثير الإغلاق في الاقتصاد الألماني ليس شديدًا وستستخدم برلين قوتها المالية حيث يلزم الدعم.
وأغلقت الصين مدينة لانغفانغ وأدخلت السلطات قيودًا جديدة في المناطق المحيطة ببكين، ووضعت 4.9 ملايين ساكن تحت الإغلاق وقالت مدينة لانغفانغ في هيبي إن السكان سيخضعون للحجر الصحي المنزلي لمدة سبعة أيام.
أعلن ملك ماليزيا حالة الطوارئ الوطنية لمدة شهور قبل يوم واحد من فرض إغلاق صارم.
في المقابل، قد تضم إسرائيل الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 12 عامًا في مجموعات يتم تلقيحها، إذا أظهرت الأبحاث أنها آمنة. وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى إعطاء حقنة واحدة أو اثنتين لخمسة ملايين من مواطنيها البالغ عددهم 9 ملايين وإعادة فتح الاقتصاد بحلول منتصف مارس.
طفرات جديدة
لا يزال الفيروس يتحول ويسبب قلقاً للعلماء خوفاً من عدم فعالية اللقاحات معه، وفي هذا السياق تطورت 18 طفرة جديدة لفيروس كورونا بجسد مريضة روسية، تعاني من نقص شديد في المناعة، بعد إصابتها بالمرض لمدة 6 أشهر. وبحسب ما نشر علماء روس على موقع virological.org، فإن المريضة البالغة من العمر 47 عاما مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية الخبيث.